كشفت جمعية الناجين من الألغام في محافظة مطروح المصرية عن تزايد أعداد الضحايا والمصابين من جراء الألغام خلال السنوات الأخيرة بسبب الهجرة غير الشرعية وإغلاق منفذ السلوم عدة مرات، فضلاً عن تعقيدات دخول المصريين إلى ليبيا.
وقالت الجمعية في آخر إحصاء لها، إن أعداد المصابين بسبب حقول الألغام التي تسمى "حدائق الشيطان" بلغت 26 قتيلاً و36 مصاباً، معظمهم من الشباب القادرين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 عاماً و45 عاماً خلال خمسة أعوام فقط، وذلك نتيجة وقوع حوالي 44 حادثاً لانفجار ألغام في المنطقة.ويقول أمين جمعية الناجين من الألغام أحمد عامر: إن "عدداً من محافظات مصر تعاني الظاهرة وتضم مصابي الألغام مثل محافظات الإسكندرية والبحيرة والفيوم والمنيا، خاصة المناطق التي تسكنها القبائل، حيث اعتاد أبناء القبائل من المحافظات الأخرى العمل في مجال حفر الآبار وبناء السدود والعمل في شركات البترول والذهاب والإياب إلى ليبيا بالطرق المشروعة وغير المشروعة".ويؤكد عامر أن كثرة الحوادث في عام 2010 ترجع إلى "عمليات التهريب التي تتم على الحدود بين مصر وليبيا، عبر الطرق الملوثة بحقول الألغام بعد إغلاق منفذ السلوم عدة مرات وتعقيد إجراءات دخول المصريين إلى ليبيا".ويعتبر عامر أن "المتابع لملف الألغام يعرف أن الحرب العالمية الثانية لاتزال مستمرة في صحراء مصر الغربية"، مشيراً إلى أن "محافظة مطروح تشتكي الأرض من حملها الثقيل حيث تحمل بين جنباتها حوالي 17 ونصف مليون جسم قابل للانفجار ما بين ألغام أرضية بنوعيها وأجسام أخرى من الذخائر والقنابل ودانات المدافع بمختلف الأنواع والأحجام والأوزان هي حصيلة ما تخلف عن الحرب العالمية الثانية".يُذكر أن مصر تعاني مشكلة الألغام الأرضية المضادة للأفراد والدبابات المنتشرة في مساحات كبيرة في منطقتي الساحل الشمالي وسيناء، فقد خلفت الحرب العالمية الثانية في منطقة العلمين جنوب الساحل الشمالي وحتى حدود مصر الغربية ما يقرب من 17.5 مليون لغم، تحتل مساحة تزيد على ربع مليون فدان صالحة للزراعة، كما خلفت الحروب المصرية - الإسرائيلية ما يقرب من 5.5 ملايين لغم في سيناء والصحراء الشرقية.وحسب الإحصاءات الرسمية، يوجد في مصر حالياً حوالي 21.800 مليون لغم بعدما كان 23 مليوناً، وذلك بعد نجاح القوات المسلحة المصرية منذ عام 1995 في إزالة ما يقرب من 1.200 مليون لغم.
دوليات
«حدائق الشيطان» تحصد أرواح الشباب المصريين
08-07-2010