الخائفون من «الليونز»!

نشر في 05-01-2010
آخر تحديث 05-01-2010 | 00:01
 حمد نايف العنزي تجربة بسيطة لن تكلفك مجهوداً كبيراً، لكنها بالتأكيد ستجعلك تعرف على الأقل لماذا نحن متخلفون عن بقية خلق الله؟ ولماذا لا نتطور كما يتطورون، ونتعلم كما يتعلمون، ونبدع كما يبدعون؟ التجربة باختصار هي أن تسجل في أحد المنتديات العربية ثم تقوم بكتابة أي شيء من نسج خيالك عن أي منظمة إنسانية عالمية، وأن تضع ما تشتهي نفسك من ادعاءات لا أساس لها من الصحة ولا براهين أو أدلة، ولا تقلق كثيرا، فلن يدقق أحد في ما تدّعي وتزعم، فالعقل العربي لديه قابلية لتصديق أي شيء، وهو كسول جداً فيما يتعلق بالبحث عن الحقيقة وتحري الدقة في ما يقرأ وما يُنقل إليه، خصوصاً في ما يتعلق بنظرية المؤامرة، وعلى وجه التحديد المؤامرة على العالم الإسلامي والشباب المسلم، الذي هو بالمناسبة- ولسبب لا يعلمه أحد- الهدف الأول لكل المتآمرين على وجه الأرض!

قرأت تصريح النائب الفاضل محمد هايف حول منظمة "الليونز" الذي جاء فيه: "نحن ضد أن تتم استضافة مثل هذه المنظمات الإرهابية في الكويت، البلد المحافظ الذي جُبل أهله على مناصرة القضايا العربية والإسلامية... إن المنظمة الماسونية تتستر خلف جدار الأعمال الخيرية والاجتماعية، وتحاول بث سمومها، وتهدم الأديان، وتبيح المحرمات، ولها مخططات سرية(!) تدار بأصابع يهودية(!) نحذر من التعامل مع مثل هذه المنظمات، ولن نسكت عن إقامة مثل هذه المؤتمرات التي تمهد إلى نشر أهداف الماسونية التي تقف خلف الليونز(!)".

سأكون صادقاً معكم، أنا لا أعلم عن هذه "الليونز" الشيء الكثير، ولذلك، حين قرأت تصريح النائب الفاضل شعرت بقشعريرة تسري في جسدي، وتخيلت هذه "الليونز" الشريرة على شكل امرأة لعوب كاسية عارية كل هدفها في هذه الحياة هو إفساد شبابنا المحافظ "بطبيعته"، وقلت: "معلش" الجهل بأمر ما ليس عيباً، وأمامي الآن الشيخ "غوغل" حفظه الله ورعاه سيتكفل بإزالة هذا الجهل وينورنا بحقيقة هذه "الليونز" الشريرة، وكالعادة، جاءت النتائج لنص عربي واحد مكرر لآلاف المرات عن هذه المنظمة في المواقع والمنتديات العربية، ينتقل من منتدى إلى آخر بطريقة عجيبة، يضعه المشارك محذراً من خبث هذه المنظمة فتأتيه الردود بطريقة بغبغائية متسارعة: "جزاك الله خيراً يا أخي الكريم"... "حفظ الله شبابنا وبناتنا من شرهم"... "لعنة الله على اليهود الخبثاء"!

هكذا... ردود جاهزة ومعتادة، لا أحد فكر لحظة بأن هذه المعلومات قد لا تكون صحيحة أو دقيقة، وأنه يجب التحقق من صحتها عبر الموقع الرسمي لهذه المنظمة، أو عبر المواقع ذات المصداقية العالية، أظن، ولست متأكدا مما حدث، أن كثيرا ممن انتقدوا وجود منظمة "الليونز"، ومنهم السيد هايف، قد اعتمدوا على ما ينشر في المنتديات والمواقع العربية عن هذه المنظمة، والتي تحتوي جميعها على ما ورد في كتاب "الغزو الفكري" للكاتب "علاء بكر"، وكأنه حقيقة مطلقة لا تقبل الجدل، لأن ما قاله السيد هايف وبقية الإخوة المعترضين يتطابق مع ما جاء في هذا الكتاب، وبالذات ما نشر منه في الموسوعة الميسرة للأديان والمذاهب، وهو لا يتجاوز صفحتين فقط.

لن أدافع عن هذه المنظمة ولن أحدد إن كانت منظمة خيرية أم شرية، وهل هدفها استغلال طاقات الشباب فيما ينفع أم إفسادهم كما يزعم البعض؟ وهل يقف اليهود والماسونية خلفها أم لا؟ وهل مصادر تمويلها سرية أم معروفة؟ فليس هدفي هو الدفاع عنها ولا من أجل ذلك كتبت المقال، هدفي هنا هو أن نتعلم كعرب ومسلمين كيف نبحث عن المعلومة من المصادر الرسمية والموثوقة قبل أن نصدر أحكامنا النهائية.

فيما يخص منظمة "الليونز" تاريخها ونشاطاتها وأهدافها ستجدونه على هذه الروابط:

الموسوعة الحرة "ويكيبيديا":

http://en.wikipedia.org/wiki/Lions_Clubs_International  

الموقع الرسمي للمنظمة:

http://www.lionsclubs.org/EN/index.php

توضيح من المنسق العام لأندية الليونز بالشرق الأوسط م. مجدي عزب:

http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/templates/?a=84230andz=14  

ادخلوا هذه الروابط واعرفوا حقيقة المنظمة، ودعوكم من "خرابيط" بعض المنتديات والموسوعات العربية التي تقتات عليها عقول البسطاء، فلا خير يرتجى منها أبداً، وهي آخر مكان قد تستقي منه الحقيقة!

back to top