رسالة إلى «الآن»


نشر في 04-08-2009
آخر تحديث 04-08-2009 | 00:01
 د. ساجد العبدلي السادة إدارة وملاّك موقع «الآن»، الصديقان العزيزان د. سعد بن طفلة والأستاذ زايد الزيد، تحية وتقديرا كبيرين، ويطيب لي أن أهنئكما مجدداً، ومعكما كل فريق العمل في موقع «الآن»، على هذا النجاح الواضح، وهذا الانتشار المستمر الذي جعل من موقعكما واحداً من أكثر المواقع الإخبارية المحلية جماهيرية إن لم يكن أكثرها قاطبة، وكذلك أهنئكم جميعاً، وأرجو ألا يكون هذا متأخراً، على مرور هذه الفترة الزاخرة بالتميز من عمر الموقع، متمنياً له ولكل الفريق العامل مزيداً من النجاح، أما بعد:

فأرجو التكرم بالإيعاز لمن يقوم بمهمة الإشراف على اختيار ونشر المقالات اليومية في موقع «الآن»، بإعفاء مقالاتي من النشر. والحقيقة أني أدرك تماماً أني بهذا الطلب أضحي بالوصول إلى شريحة جماهيرية كبيرة، وسأخسر في مقابل ذلك انتشاراً لربما يسعى إليه الكثير من الزملاء، إلا أنني أجدني على استعداد لدفع هذا الثمن في مقابل التعبير عن موقفي تجاه قضية سبق أن أشرت إليها في أكثر من مقال ومنها «موقع الآن... على المحك!»، والمنشور في 2 ديسمبر 2008م، ألا وهي سياسة الموقع إزاء نشر تعليقات زواره.

مازلت عند موقفي الذي أبديته في تلك المقالات من أن طبيعة التعليقات التي تنشر في الموقع من قبل زواره لا يمكن أن تندرج تحت مظلة حرية التعبير وحق إبداء الرأي بأي حال من الأحوال، وأنها في كثير من الأحيان، إن لم يكن أغلبها، تخرج عن إطار المقبول واللائق، بل تصل في مرات عديدة إلى حد الشتائم والتهكم والهجوم على شخص الكاتب، بل التأجيج والإثارة الفئوية والطائفية، مبتعدة كل البعد عن مناقشة ما جاء في المقال نفسه، متكئة في ذلك إلى استخدام الأسماء المستعارة وبالتالي «مجهولية» مَن يقفون خلف هذه التعليقات، وهي الخدمة التي يقدمها موقعكم ويحرص عليها، مما يضع هؤلاء المعلقين بمنأى عن طائلة المسؤولية الأخلاقية، ناهيك عن القانونية طبعاً، تجاه ما اقترفوه من تجاوز وتطاول.

لست أطالبكما بتغيير سياسة الموقع، فمن واقع معرفتي بكما أيها الصديقان د. سعد بن طفلة والأستاذ زايد الزيد، فأنا واثق تمام الثقة بأن الأمر لم يأت اعتباطاً ولا من دون دراسة وقرار مسبق، وأنه ما جاء إلا لهدف واضح ومحدد في ذهنيكما، لعله تسويق الموقع وتوسعة قاعدته الجماهيرية، لكن أمارس حقي في رفض أن أكون واقعاً تحت هذه السياسة التي لا أقرها، بل أختلف معها بالكلية.

وهنا وقبل أن أختم رسالتي هذه، فمن المهم أن أشير إلى أمر أظنه قد يثار، وهو لماذا جاءت الرسالة كمقال، ولم يتم الاكتفاء بإرسال رسالة إلكترونية إلى إدارة الموقع أو إبلاغ الصديقين برغبتي هذه هاتفيا مثلاً، والرد هو أنني فعلت ذلك لسببين: أولهما، أنني أردت التذكير بموقفي تجاه سياسة «الآن» نحو تعليقات الزوار وإعلانها مجدداً. والثاني، هو أني سمعت ومن أكثر من طرف، ولا أدري مدى حقيقة هذا، أن هناك نوعاً من المحاباة في نشر المقالات في موقع «الآن» وأنه لا توجد سياسة موضوعية واضحة تجاه ما ينشر وما لا ينشر من مقالات بقدر ما أن الأمر خاضع للرغبة في الإثارة الإعلامية فحسب، فأردت أن يبين للقارئ الكريم أن عدم نشر مقالاتي في موقع «الآن» من الآن فصاعداً ليس مرتبطاً بأي من هذا، وإنما هو نابع من رغبتي الشخصية المباشرة.

كل التحية والتوفيق للصديقين د. سعد بن طفلة والأستاذ زايد الزيد ولموقع «الآن»، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

back to top