أهمية الجبهة الإسرائيلية الداخلية!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
إنه ليس تطبيعاً، لا مجانياً ولا بثمن، أن يبادر العرب، لاسيما والقضية الفلسطينية تمر بهذا المنعطف التاريخي فعلاً والخطير حقيقة، إلى غزو الجبهة الداخلية الإسرائيلية غزواً سلمياً، وأن يخاطبوا الإسرائيليين عبر وسائل إعلامهم خطاب العقل إلى العقل والقلب إلى القلب فـ"التطبيع" هو الاعتراف برواية اليمين الإسرائيلي المتطرف لتاريخ فلسطين، وهذا غير وارد على الإطلاق، والمؤكد أن ما طرحه الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة يتناقض معه بل إنه يعتبر البديل له. لسنوات قريبة خلت كان هناك اهتمام جدّي من قبل الراحل الكبير الحسين بن طلال، رحمه الله، بالجبهة الداخلية الإسرائيلية التي ثبت وأكثر من مرة أن القتال سلميّا عليها أجدى وأهم من كل حروب الهزائم التي خاضها العرب مع الإسرائيليين، وكان قد استخدم هذه الجبهة أكثر من مرة للحد من غلواء أحزاب وقوى اليمين الإسرائيلي، وهنا وفي هذا المجال فإن المفترض أن هناك من لايزال يذكر كيف أن العاهل الأردني الراحل قد حل مأزق "جبل أبو غنيم"، وألزم بنيامين نتنياهو، هذا نفسه، بوقف الاستيطان في هذه المنطقة من خلال الاستعانة بقوى الاعتدال والسلام في إسرائيل. والمفترض أيضاً أن هناك من لايزال يذكر أن العمل داخل الجبهة الإسرائيلية، فلسطينياً وأميركياً وعربياً، هو الذي أسقط بنيامين نتنياهو وحكومته في عام 1996، والمؤسف حقاً أن الأشقاء الفلسطينيين الذين غرقوا في انشقاقاتهم وحروبهم الداخلية قد تخلوا عن العمل داخل هذه الجبهة، وكانت النتيجة أن استفرد اليمين الإسرائيلي بها كل هذا الاستفراد. الآن وبعد أن ألقى ولي عهد مملكة البحرين هذا الحجر في مياه العرب الراكدة فإن المفترض أن تكون هناك صحوة عربية، وأن يكون هناك تحرك عربي جدّي ومدروس في اتجاه الجبهة الداخلية الإسرائيلية لمحاصرة بنيامين نتنياهو وإسقاطه عندما تتوافر الفرصة المناسبة، وللعبور من بوابة هذه الجبهة إلى الجبهة الداخلية الأميركية، حيث تقوم حكومة إسرائيل الحالية اليمينية والمتطرفة الآن بهجوم شرس ومنظم عبرها ضد الرئيس باراك أوباما وإدارته، وضد مواقفه وسياساته الواعدة بالنسبة إلى الصراع في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية. كاتب وسياسي أردني كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء