المشهد الأول: في مطار الكويت قرأت في الجريدة مقالا للشاعر سليمان الفليح حول التنقل بالبطاقة بين دول مجلس التعاون، تذكرت أن الفليح كتب قصائد عن «البطريق» و»الضبع» و»القنفذ» ولكنه نسي أن يكتب عن «الكنغر» كي نقفز فوق هذه الحواجز التي لا تنتهي!

Ad

المشهد الثاني: في ممر الطائرة كان أمامي راكب بطيء الحركة مثل «الحلزون» الذي تحدث عنه الفليح في إحدى قصائده، بينما تفرغ المضيفون والمضيفات إلى إعادة توزيع الركاب على أساس «الرجال يتركون مقاعدهم للنساء»... تذكرت الملاسنة الحادة التي حدثت قبل أسابيع بين الأديب عبده خال وأحد موظفي وزارة الثقافة لمجرد أن حبيبنا عبده مؤلف «ترمي بشرر» رفض تغيير مقعده لسيدة مشاركة في الوفد الثقافي العائد من قطر، فتمنيت أن يكون جاري في المقعد امرأة كي لا أضطر لتغيير مقعدي بعد هذه المسيرة البطيئة خلف الحلزون، ولحسن الحظ كان جاري في المقعد رجلا مفتول «الأشناب» وجهه ذو ملامح متحفزة تشبه ملامح «الخرتيت» الذي تحدث عنه الفليح في إحدى قصائده، أما عيناه فهما «ترميان بشرر» في وجه أي مضيفة، تفكر أن تطلب منه تغيير مقعده!

المشهد الثالث: بعد خمس دقائق من التعليقات الماكرة تأكدت أن جاري الشرير من كبار «العيارين» العرب، عرفني بنفسه... واكتشفت أن اسمه: «بنية» فرجوته ألا يخبر المضيفة باسمه كي لا أضطر لتغيير مقعدي! فضحك ضحكة مجلجلة كادت أن تفجر الطائرة لحظة إقلاعها.

المشهد الرابع: عرفت أن سبب تسمية جاري بهذا الاسم الغريب أن إخوته الذكور كانوا يتوفون في عامهم الأول فظنت والدته أنها بهذا الاسم تخدع الموت! وعرفت أن «بنية» دفع ثمنا غاليا لهذا المعتقد الجاهلي: «خصوصا أيام الثانوي!»، ولكنه أكد لي أنه اليوم يحب اسمه ولا يفكر أبدا في تغييره، ثم قال بخبث: «أخاف لا جيت أغيره أضطر لعملية جراحية» وضحك ضحكة أكثر جلجلة من الأولى لدرجة أني خشيت على سلامة الطائرة لحظة هبوطها!

المشهد الخامس: في مطار الرياض كنت أضحك بعنف مع صديقي «بنية» حين تلقيت اتصالا على الجوال، كان على الطرف الآخر حرمنا المصون التي سألتني عن سبب ضحكي، فقلت: «أضحك مع بنية»! سألت: «أي بنية؟!»، فأجبت ببراءة: «اللي جنبي بالطيارة»!

«ملاحظة مهمة: تم حذف المشهد الأخير بسبب احتوائه على ملاسنات غير ثقافية!».

* كاتب سعودي