مرة جديدة ينزل اليوم آلاف اللبنانيين إلى وسط العاصمة بيروت للمشاركة في إحياء الذكرى الخامسة لاغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وذلك بدعوة من قوى "14 آذار"، التي أعادت أمس التمسّك بشعاراتها القديمة، وسط توقعات بأن ينخفض سقف الخطابات التي ستُتلى خلال المناسبة، بسبب التغيرات التي طرأت على العلاقة مع سورية، وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية بمشاركة قوى "8 آذار".

Ad

تعود قوى "14 آذار" اليوم مرة جديدة إلى "ساحة الحرية" وسط بيروت، لإحياء الذكرى الخامسة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وذلك بعد أن أصبح زعيم هذه القوى سعد الحريري رئيساً لحكومة الوحدة الوطنية التي جمعت قوى "14 آذار" مع منافستها قوى "8 آذار"، وبعد أن انسحب زعيم الحزب الاشتراكي النائب وليد جنبلاط من قوى الأكثرية وشهدت العلاقات اللبنانيةـ السورية تحسناً ملحوظاً توج بزيارة الحريري الابن الى دمشق، بعد أن كان النظام السوري محط اتهامات سياسية باغتيال الحريري الأب.

واستكملت في وسط العاصمة اللبنانية بيروت جميع التحضيرات الأمنية واللوجستية لإحياء الذكرى، وسط توقعات بنزول مئات الالاف من المواطنين إلى "ساحة الشهداء"، التي باتت تعرف باسم "ساحة الحرية" منذ عام 2005.

ودعت قوى "14 آذار" إلى أوسع مشاركة شعبية في هذه الذكرى. وعقدت الأمانة العامة لهذه القوى مؤتمراً صحافياً في مقرّها بالأشرفية، أمس استهله النائب السابق سمير فرنجية بالقول إن "انتفاضة 14 آذار مستمرة، مستمرة حتى تحقيق أهدافها، مستمرة بمشاركتكم، رغم خيبات الأمل، وهي كثيرة ورغم الأخطاء التي ارتكبناها، ومستمرة حفاظاً على حلمنا اللبناني الذي أبصر النور في الرابع عشر من فبراير 2005".

وجدد فرنجية التذكير بأن "الحوار الوطني ضروري" لكنه أشار إلى أنه "يتوجّب على رئيس الجمهورية أن يضع زعماء البلاد أمام مسؤولياتهم، أي بتذكيرهم أولاً أن امتلاك السلاح، من قبل حزب أو ميليشيا، إنما يشكل انتهاكاً للدستور، كما يناقض أحكام القرار الدولي 1701 الذي وضع حداً لحرب يوليو 2006، وبتذكيرهم ثانياً أن الدفاع عن أرض الوطن يعود أولاً وأخيراً إلى الدولة".

سعد الحريري

وكان رئيس الحكومة سعد الحريري أعلن ليل الجمعةـ السبت في حوار متلفز أن "الموت وحده" سيفرقه عن قوى "14 آذار"، مؤكداً أن "الناس ستنزل لتتذكر رفيق الحريري وسائر الشهداء ولتتذكر ماذا كان رفيق الحريري بالنسبة لها لأنه كان أخاً وأباً وصديقاً".

ونفى الحريري الشائعات التي تحدثت عن أنه بدأ يأخذ مسافة من حلفائه، وقال: "لقد ذهبت الى سورية، وأنا اليوم رئيس حكومة لبنان، لذا فإن ذهابي إلى سورية كرئيس حكومة لبنان هو بهدف بناء علاقات تكون علاقات بين دولة ودولة وبين شعب وشعب. هذا هو الأساس في زيارتي، إضافة الى فتح صفحة جديدة من أجل أن تثبت التاريخ والجغرافيا التي بيننا".

نازك الحريري

من ناحيتها، أكدت السيدة نازك الحريري زوجة الرئيس الراحل أن القول بانتهاء المحكمة الدولية هو "أضغاث أحلام"، مؤكدة أن "الاهتمام الدولي بالرئيس الشهيد لم يتراجع"، ومشدّدة على أن "إحقاق الحـق ومعرفة الحقيقة هو الهدف الذي يساعد في تحقيق الأمن والاستقرار في لبنان وفي منطقة الشرق الأوسط، بل في العالم بأسره". وأثنت الحريري على "أداء رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وترؤسه حكومة الوحدة الوطنية"، مؤكدة "أننا في العائلة جميعاً نقف معه وندعمه ليواصل مسيرة والده الشهيد"، معتبرة أن "نجاح لبنان وتجاوزه الأخطار والتحديات نجاح للجميع". وأعربت الحريري عن تفهمها موقف جنبلاط ووصفت مشاركته في ذكرى 14 فبراير بأنها "وفاء منه لصديقه الرئيس الشهيد".

أوباما والأمم المتحدة

وكان مارتن نيسيريكي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكد أن المنظمة الدولية لاتزال ملتزمة مواصلة الجهود القانونية للكشف عن الحقيقة بشأن مقتل الحريري. في غضون ذلك، أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، أنه يدعم بقوة تقديم قتلة والده الحريري إلى العدالة، وذلك خلال مكالمة هاتفية أجراها معه أمس الأول، أشار فيها أيضاً إلى أن إدارته تدعم تطبيق الكامل للقرار 1559 الذي ينص على سحب السلاح من جميع الميليشيات، وأكد فيه أن الولايات المتحدة سوف تواصل دعمها لـ"سيادة واستقلال لبنان".