في مارس 2007 تعرض المواطن السعودي محمد صلحان فهيد السبيعي والد كل من نورة وعبدالله السبيعي لحادث مروري في منطقة الخفجي، وتعرض من جراء الحادث لغيبوبة طويلة أتلفت أجزاء من المخ وجعلته في حاجة دائمة إلى الأدوية للتحكم بالألم، وبعد أن يئس الأطباء في السعودية من حالته توجه أخوه إلى الكويت بحثاً عن بصيص أمل لوقف معاناة أخيه، فوقع ناصر السبيعي، الأخ المنكوب فريسة مكاتب العلاج بالخارج، إذ وعده أحدهم بعلاج سحري «مضمون» في الصين مبني على تقنية الخلايا النخاعية تعيد لأخيه الصحة والعافية «دون أي إعاقة».

Ad

وبعد مبالغ طائلة ورحلة وعرة انتهى بهما الأمر في الصين ليكتشفا أنهما ضحية خدعة كبرى وأنه لا مستشفى ولا جراح في استقبالهما، وبقيا في مستشفى «خدمة ذاتية» لأسابيع عدة اضطر خلالها ناصر أن يقوم بنفسه بحقن أخيه بمسكنات الألم ورعايته وتمريضه. الجميل أن السفارة الكويتية ساعدت الأخوين بتوفير مترجم وبتحويل المريض إلى مستشفى عسكري، وبعد ما يزيد على ثلاثة أشهر من المعاناة والتراوح بين الأمل واليأس عاد الأخوان بطائرة الإخلاء الطبي بأمر مباشر من الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وإلى يومنا هذا يرقد محمد بالسرير دون علاج بحجة أنه «حالة ميؤوس منها». هذه المعاناة الإنسانية المركبة ليست جديدة، إذ لم يترك ناصر السبيعى الأخ المخلص أداةً إلا استخدمها ليوضح للكل النصب والاحتيال الذي تعرض له والألم والذل الذي تعرض له أخوه في الصين، فقد وثّق كل مراسلاته وسجل بالفيديو المعاملة والمعاناة في المستشفيات والمطارات، وله مدونة وصفحة على الفيس بوك تعرض باستمرار تحركاته والمناشدات والمرافعات التي تقدم بها، كما سبق أن استضيف في برامج تلفزيونية في الكويت تعرض خلالها للمكتب المحتال وكيف أنه رغم كل الأدلة المتراكمة ضده مازال يزاول أعماله ويشرف على طلبتنا في الصين؟!

الأسئلة والاستفهامات كثيرة، فحتى لو افترضنا شيئاً من المبالغة أو الشخصانية في عرض القضية، فإن التسجيل المرئي والتقارير الطبية لا يكذبان. كيف لعمليات نصب واحتيال واستغلال بهذه البشاعة أن تمر دون مساءلة أو عقاب؟ كيف ونحن في القرن الحادي والعشرين مازلنا نصنف الحالات كميؤوس منها؟ كيف نسمح لأنفسنا أن ننام وهنالك أخ لنا يعاني دون داع؟ إذا فقدنا الأمل من الأدوات الرسمية... فكيف يعجز أغنى شعبين في العالم عن تبني مثل هذه الحالة وتوفير أحدث ما توصل له العلم من دعم لحياة بجودة أفضل؟ أين الجمعيات والجماعات الإسلامية وجامعو الزكوات والتبرعات عن هذا الإنسان؟

في مارس القادم الذكرى الثالثة لحادثة محمد السبيعي... فهل سترى «نور» ذات الأربعة أعوام أباها من جديد؟

لمزيد من التفاصيل: http://alsubay3i.blogspot.com/