تخضع الحكومة اللبنانية لأول اختبار عملي اليوم مع طرح ملف التعيينات الإدارية والأمنية على طاولة البحث، وسط مخاوف من أن يطغى منطق المحاصصة على معايير الكفاءة الوظيفية.

Ad

شكّل ملف التعيينات الأمنية والإدارية محور المواقف الصادرة في بيروت أمس، إذ من المتوقع أن يطلق مجلس الوزراء عجلة البحث الجديّ في التعيينات الإدارية والأمنية، التي تحضر على جدول أعماله من بين سبعة وأربعين بنداً يتناولها في اجتماعه اليوم. وبينما تشمل التعيينات المرتقبة تسعاً وسبعين وظيفة قيادية في الإدارات العامة، شدد رئيس الجمهورية ميشال سليمان على "وجوب اعتماد الكفاءة معياراً في التعيينات الإدارية"، مؤكداً "السعي إلى إجرائها من داخل الإدارة وفق آلية يتم اعتمادها، على أن يبدأ صدور التعيينات تباعاً بما يُبعدها عن المحاصصة من جهة ويحصّن المسؤولية الإدارية من جهة ثانية".

وبالتزامن مع حضور ملف العلاقات اللبنانية - السورية، لناحية ترجمة بعض الخطـوات عملياً على طاولة مجلس الوزراء، شدد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد على أن "سورية ما تزال ثابتة في موقفها بأن العلاقات مع لبنان يجب أن تكون من خلال المؤسسات"، لافتاً إلى أن "سورية تريد التعامل مع لبنان من رئيس إلى رئيس، ومن رئيس وزراء إلى رئيس وزراء، ومن رؤساء أحزاب إلى رؤساء أحزاب". وأكد أن بلاده "تفتح أبوابها لكل اللبنانيين من مسؤولين إلى قادة إلى سائحين"، موضحاً أن "العلاقات مع لبنان يجب أن تكون مميزة وفي أحسن الحالات".

في موازاة طرح ملف التعيينات، أكد رئيس الحكومة سعد الحريري "أهمية الدور الذي تلعبه السلطة القضائية في إرساء دولة القانون وضرورة صونها وتعزيزها"، وأشار الى أنها "تتعرض لهجوم سياسي وليس قانونياً"، موضحاً أن "أولويات الحكومة هي تفعيل عمل هيئة التفتيش القضائي وملء الشواغر فيها"، في حين أطلق نائب رئيس الحكومة، وزير الدفاع الياس المر ورشة استنهاض داخل المؤسسة العسكرية. وكشف أن "هناك 367 متعهداً يعملون مع الجيش اللبناني، خمسون منهم يعملون وهم موجودون بشكل دائم، بينما ثمة 310 متعهدين أسماؤهم موجودة ولا يعملون"، وقال: "أود معرفة ما إذا كان أحد يمنعهم من الدخول، وما إذا كانوا لا يودّون العمل مع الجيش، فنشطب أسماءهم، لأننا لا نريد متعهدين على اللوائح فقط".

وغداة لقاء المصالحة الذي جمعه برئيس تيار "التوحيد" وئام وهاب في بلدة الجاهلية جنوب شرق بيروت، أرسل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط وفداً حزبياً الى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، أكد له "العلاقة الثابتة والمتينة والمتواصلة على أكثر من مستوى"، على حد تعبير مفوض الإعلام رامي الريس بعد اللقاء.

وأوضح النائب مروان حمادة أن "هناك سعياً منذ أشهر في الجبل لإعادة الأجواء الوفاقية ضمن المجتمع الواحد، تكرّس في لقاء الجاهلية"، ولفت إلى أنه "ليس غريباً أن أكون الى جانب جنبلاط في الجاهلية لإزالة رواسب 7 آيار"، داعياً الى "الفصل بين تلبية دعوة وهاب الى الجاهلية وبين زيارة دمشق التي لم تتحدد بعد، والمرهونة بمعطيات النظام السوري ومعطيات جنبلاط الخاصة".