شهد الدوري الممتاز لكرة القدم هذا الموسم ثباتاً في المستوى والنتائج لبعض الفرق، وتذبذباً لبعضها الآخر، لكن في النهاية استحق القادسية اللقب عن جدارة واستحقاق، وكذلك استحق الصليبيخات الهبوط إلى الدرجة الأولى من حيث أتى.
أسدل الستار على منافسات الدوري الممتاز لكرة القدم للموسم 2009/2010، ووفقاً للغة الأرقام والإحصائيات فإن تتويج القادسية باللقب جاء منطقياً، كما أن هبوط الصليبيخات لدوري الدرجة الأولى لم يكن مفاجأة بالنسبة للجماهير بمختلف ميولها. "الجريدة" ألقت الضوء على نتائج الأندية الثمانية في أقسام البطولة الثلاثة في هذا التحليل، حتى تتضح الصورة تماماً بشأن ثبات وتذبذب مستويات الأندية وفقاً لنتائجها.نتائج متباينة للأصفرتباينت نتائج الأصفر في أقسام الدوري الثلاثة بشكل ملحوظ، إذ نجح الفريق في حصد 18 نقطة من أصل 21 في القسم الأول، بتحقيق الفوز في ست مباريات والخسارة في مباراة وحيدة على يد كاظمة، في حين انهار الفريق تماماً في الدور الثاني وخسر 10 نقاط كاملة، مما جعله يترك القمة التي تربع عليها في القسم الأول تذهب إلى مصلحة الكويت، لكن الفريق تدارك الموقف في القسم الثالث الذي حصد فيه 19 نقطة كاملة، ليسترد قمته المفقودة، وكان لدور عدد كبير من اللاعبين أمثال العقل المفكر بدر المطوع، وهداف الفريق فراس الخطيب، والدينامو جهاد الحسين، والحارس المتألق نواف الخالدي، والإيفواري كيتا بالإضافة إلى الجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني محمد إبراهيم مفعول السحر في الإبقاء على اللقب.مؤشر الأبيض بين صعود وهبوطاستطاع الكويت أن ينافس على اللقب بقوة، على الرغم من بدايته غير المبشرة، واكتفائه بحصد 13 نقطة فقط خلال منافسات القسم الأول من أربعة انتصارات وتعادل وخسارتين، بيد أن النتائج شهدت تطوراً هائلاً في القسم الثاني تحت قيادة المدرب البرازيلي آرثر الذي حافظ على سجل الفريق خاليا من الهزائم في القسم الثاني محققا 17 نقطة، ليتمكن الفريق من التربع على قمة المسابقة، وفي القسم الثالث حقق الأبيض 16 نقطة، إلا أنها لم تشفع له في مواصلة صدارته للبطولة، بعد أن لقي خسارة مؤلمة أمام القادسية في الجولة قبل الأخيرة بهدف من دون رد، وتسببت هذه الخسارة في إقالة آرثر وإسناد المهمة إلى الوطني محمد عبدالله، والملاحظ هذا الموسم بالنسبة للفريق التألق غير العادي للبرازيلي روجيريو، والعماني إسماعيل العجمي الذي توج هدافاً للدوري برصيد 13 هدفا، في حين لم يظهر البرازيلي الآخر كاريكا بالمستوى المأمول.ثبات مستوى العنابييُعد مستوى النصر الأكثر ثباتاً من بين فرق الدوري، وأكدت نتائج الفريق في الأقسام الثلاثة هذا، إذ حصد الفريق 14 نقطة في القسم الأول، و13 نقطة في القسم الثاني، ثم 14 نقطة في القسم الثالث، ويكفي أن الفريق نجح في إلحاق الهزيمة بأندية القادسية والكويت وكاظمة، ولولا خسارته لبعض النقاط السهلة نوعاً ما لنجح في تحقيق الأفضل، وأكد مدربه البرازيلي مارسيلو كابو أنه واحد من أفضل المدربين هذا الموسم، نتيجة نجاحه في توظيف إمكانات اللاعبين بشكل جيد مثل هداف الفريق البرازيلي فابيانو وطلال نايف والعماني عصام فايل وغيرهم.تذبذب البرتقاليجاءت بداية كاظمة في الدور الأول ضعيفة، ولم يحقق الفريق إلا 11 نقطة فقط، لكن المستوى بشكل عام تحسن نسبياً في القسم الثاني، الذي دخل فيه أجواء المنافسة بعد أن حصد 14 نقطة، لكن البرتقالي تبخرت أحلامه في المنافسة خلال القسم الثالث، لاكتفائه بجمع 12 نقطة فقط، والملاحظ على الفريق في ظل قيادة مدربه السابق إيلي بيلاتشي التذبذب في المستوى والنتائج، ورغم ذلك فالفريق قادر على الظهور بمستوى أفضل في الموسم المقبل، لاسيما بعد ظهور أكثر من نجم صاعد واعد بالفريق مثل يوسف ناصر وعبدالله الظفيري وسلطان صلبوخ وناصر فرج بالإضافة إلى المتألق طارق الشمري، الذي يمتلك من الإمكانات ما يؤهله لأن يكون الأبرز بين أقرانه.رقم قياسي للأخضرحقق العربي رقماً قياسياً له في البطولة هذا الموسم في عدد مرات التعادل الذي حققه في تسع مواجهات في 21 جولة خاضها في البطولة، وحصد الأخضر خلال القسم الأول 8 نقاط، ثم 10 نقاط في القسم الثاني، ثم 12 نقطة في القسم الثالث، وهذا يؤكد أن مستوى الفريق ونتائجه جاءت في تدرج واضح، وهذا قد يرجع في المقام الأول إلى اكتشاف المدرب الكرواتي دراغان لإمكانات لاعبيه بشكل بطيء، لكن يُحسَب له في الوقت ذاته الوصول بمستوى اللاعبين إلى مستوى نال به رضا بعض جماهيره، والذي قد يكون مقدمة لعودة الأخضر إلى سابق عصره الذهبي.تشتت السماوياختلف السالمية عن باقي الأندية، إذ جاءت بدايته جيدة ونجح في الفوز بـ9 نقاط في القسم الأول، لكنه شهد انخفاضاً للمستوى والنتائج بشكل ملحوظ، إذ حقق 8 نقاط في القسم الثاني، وثلاث نقاط فقط في القسم الثالث، وجاء قرار مجلس الإدارة بإقالة المدرب الروماني توماس وتعيين الوطني صالح زكريا بدلاً منه متأخراً جداً، خصوصاً أن زكريا يُحسَب له نجاحه في إعادة الروح للاعبين مجدداً، لكنه فشل في تحسين نتائج الفريق.التضامن يكسب صراع الهبوط اكتفى التضامن بحصد نقطة "يتيمة" خلال منافسات القسم الأول وضعته في المركز الأخير، ومن ثم الصراع على البقاء، بيد أن الفريق حقق أربع نقاط غالية في القسم الثاني حسَّنت وضعه وصعدت به إلى المركز السابع، ليستطيع مدرب الفريق الوطني سعد شبيب، الذي حل بديلا عن الروماني مالدوفان، أن ينقذ الفريق في الجولة الأخيرة من القسم الثالث محققاً فوزه الأول في هذا القسم على السالمية. ومواجهة الجهراء يوم الجمعة المقبل في مباراة فاصلة ستحدد مَن سيشارك منهما في الدوري الممتاز الموسم المقبل.هبوط الصليبيخات طبيعيمما لا شك فيه أن هبوط الصليبيخات إلى الدرجة الأولى بعد قضاء موسم وحيد في الممتاز جاء طبيعياً جداً، بعد أن افتقد الفريق للروح والرغبة في البقاء وسط الكبار، والغريب في الأمر أن الفريق حقق ست نقاط فقط جمعها من الفوز على التضامن في القسم الأول والقسم الثالث، مقابل ذلك نال الهزيمة في 19 مباراة، ويبدو أن إقالة المدرب الأسبق للفريق ثامر عناد كانت سبباً رئيسياً في انهيار الفريق لاسيما في ظل ارتباط اللاعبين به.أرقامأسرع أهداف البطولةاستطاع لاعب السالمية مشاري العازمي أن يسجل أسرع أهداف البطولة بعدما سجل في مرمى كاظمة قبل مرور الدقيقة الأولى من بداية الشوط الأول خلال منافسات الجولة السادسة.غياب الهدافين المحليين عن المراكز الخمسة الأولىغاب المهاجمون المحليون عن المراكز الخمسة الأولى في ترتيب الهدافين، إذ استطاع العماني اسماعيل العجمي هداف نادي الكويت أن يحقق لقب هداف البطولة برصيد 13 هدفا، يأتي خلفه البرازيلي فابيانو لاعب النصر ومهاجم الأصفر السوري فراس الخطيب برصيد 12 هدفا، ثم مهاجم الأبيض البرازيلي كاريكا بـ11 هدفا، ولاعب الأخضر السوري محمد زينو بـ 9 أهداف.243 هدفاً في 84 مباراةحقق لاعبو الفرق 243 هدفاً خلال 84 مباراة خاضوها في الأقسام الثلاثة من البطولة، بمعدل 2.8 هدف في كل مواجهة، وكان نصيب القادسية هو الأكبر بتحقيقه لـ49 هدفا، في حين كان التضامن أقل الفرق تسجيلاً للأهداف برصيد 13 هدفا.النمش يفتتحها والعجمي يختتمهااستطاع مدافع نادي القادسية أن يحرز أول أهداف البطولة بعدما سجل الهدف الأول للأصفر على الصليبيخات في الدقيقة 14 من الجولة الأولى، ومن المفارقات في البطولة أن آخر هدف سجل فيها كان عن طريق العماني إسماعيل العجمي في الدقيقة 90 من الجولة الأخيرة على الصليبيخات أيضاً.المدرب الوطني أنفعشهد الدوري الممتاز تغيير خمسة مدربين من بين ثمانية، فبينما أبقت فرق القادسية والعربي والنصر على مدربيها، أقال مجلس إدارة السالمية المدرب البلجيكي توماس وعيّن صالح زكريا بدلاً منه، كما أقال مجلس إدارة التضامن المدرب الروماني مالدوفان وعيّن سعد شبيب بدلاً منه، ونتيجة لعدم تفاهمه مع اللاعبين أقال مجلس إدارة الكويت المدرب البرازيلي آرثر وعيّن بدلاً منه محمد عبدالله، بينما أقال كاظمة الروماني إيلي بلاتشي نتيجة كثرة مشاكله، وتم تعيين جمال يعقوب بدلاً منه، وأخيراً أقال مجلس إدارة الصليبيخات ثامر عناد وعيّن محمد اليرموك بدلاً منه.والملاحظ أن من بين المدربين الأجانب الذين أُقيلوا ثلاثة مدربين رومانيين واستُبدلوا بمدربين وطنيين.
رياضة
الأصفر استحق اللقب... والأبيض أضاع فرصته وهبوط الصليبيخات طبيعي
09-05-2010