وذكّر الدكتور فاضل صفر!
كان قد فاتني الحديث حول هذا الموضوع لكثرة متلاحقات الساحة السياسية، ولكنني ارتأيت العودة إليه اليوم بعدما تابعت بعض التصريحات النيابية والكتابات الصحفية، وأخطر من ذلك، ما نشرته بعض مواقع الإنترنت والمدونات والمنتديات من تعليقات «نارية»، بعد مستجدات موضوع مركز «وذكّر» لصاحبه الشيخ فؤاد الرفاعي، فوجدت أننا إزاء «فتنة» طائفية حقيقية جديدة تستدعي المسارعة بمعالجة حكيمة رشيدة بعيدة عن أسلوب ردات الفعل الحكومية المعتادة، وإلا قد يحصل ما لا يحمد عقباه.بالنسبة لي، فإن عبارة «عاشوراء يوم الفرح والسرور» التي نشرها مركز «وذكّر» قبل فترة، عبارة استفزازية غير موفقة خالية من الحكمة، بغض النظر عن كل التبريرات التي جيء بها حولها، فإسقاطها الطائفي واضح لا يخفى، لكن وعلى أي حال، فهناك اليوم شكوى قدمها المحامي خالد الشطي، والذي يبدو لي أنه قد تخصص في هذا النوع من القضايا من كثرة ما ظهر على صفحات الجرائد على هامشها، ضد صاحب المركز، والأمر سيؤول إلى القضاء وهو من سيفصل فيه، وبهذا كنت أفترض أن يتم طي هذه الصفحة ويتم تجاوزها بهدوء وحصافة، خصوصا أن «مركب» الوطن مثقل بما على ظهره من مشاكل واستفزازات وأزمات، لكن يبدو أني كنت مخطئا، وأنه لاتزال في رؤوس البعض مواويل يصرون على أن يصدحوا بها!
خلال الأيام القريبة الماضية، وقيل خلال إجازة رأس السنة، قامت «البلدية» بإنذار مركز «وذكّر» لإزالة اللوحات الضخمة المعلقة على جدرانه، وأمهلته عدة أيام للقيام بذلك، في حين رفض صاحب المركز الامتثال، وهذا الحدث المستجد ينثر الكثير من التساؤلات، ويثير قبل ذلك وخلاله وبعده حساسية مفرطة، منذراً بأن يفور القدر بمحتوياته.لا أعرف طبيعة ترخيص مركز «وذكّر»، وإذا كان من حقه أساساً تعليق مثل هذه اللوحات، وذلك بغض النظر عن محتواها الحالي الذي ليس لي عليه أي تحفظات، ولكن وهنا السؤال، هل كان من الحصافة الشروع في تطبيق القانون ضد مركز «وذكّر» بالذات، هذا إن كانت هناك مخالفة قانونية ما بالفعل، الآن ومباشرة على إثر تلك القضية؟ وهل هذا «الحماس» الذي ظهر فجأة لتطبيق ذلك القانون النائم ضد هذه اللوحات المعلقة منذ سنوات، في أيام الإجازة كما أشيع، سيستمر تجاه كل الأفراد والجهات المخالفة، بما فيها، وسأنقل هنا ما يدور بين الناس، الحسينيات وما شابه؟!وأيضا، وهذا سؤال للتفكر، هل كان من الذكاء والحكمة أن يقدم على هذه الخطوة بالذات وزير «شيعي» هو الأخ الفاضل د. فاضل صفر، ليسهل أن يثار بين الناس أن المسألة برمتها ما هي إلا استهداف «طائفي» مضاد، وأنها واحدة بواحدة؟! عزيزي الدكتور فاضل صفر أنت أخ وصديق أحترمه جداً، ولم أكن لأتهمك بالطائفية، ولكنني أنبهك، وأنا أدرك أنك ستتقبل الأمر بصدر رحب، بأن هذا التصرف في هذا التوقيت بالذات قد تم تفسيره «طائفياً»، وسيؤدي إلى نتائج سلبية تفوق بكثير كل ثمرة إيجابية قد تظن أنك ستقطفها.نصيحتي، هذا إن كانت هناك جدية في تطبيق القانون على الجميع، هي أن يكون هناك إعلان عن فترة زمنية محددة يقوم خلالها «كل» المخالفين بإزالة هذه اللوحات، بغض النظر عن رسائلها، وأن يباشر بعدها جهاز الدولة المختص بمخالفة أصحابها وإزالتها، ولو كنت المسؤول عن الأمر، لابتدأت بتلك المخالفات التي تثبت للناس أن ليس وراء تحركي إلا السعي إلى تطبيق القانون على الجميع وفق مسطرة واحدة. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة