• في بلادنا أي نأمة أو طرفة عين صادرة عن رجل عام، مرشحة لأن تتحول إلى قضية خلافية يثور حولها الجدل والتلاسن، وتؤدي إلى فرش بساط النميمة و"الحش" اللا طائل منهما سوى الظن! أقول ذلك بمناسبة الضجة العارمة المثارة في فضاء النت والموبايل بشأن اختيار الإعلامي والنائب "فيصل الدويسان" التشييع، والذي هو- بداهة- من حقه كمواطن يعيش في بلد يزعم أنه ديمقراطي حتى النخاع!

Ad

والمدهش المحير المنطوي على العجب أن اختيار بعض المواطنين أن يكونوا من أهل السنة لا أذكر أنه أثار غضب وحفيظة إخوتنا الشيعة! من هنا أجد أن هذه الضجة الفجة: أمسخ و"أملخ من لحم الحُوار"، كما يقول المأثور من قول العرب! والمسيخ والمليخ، لمن لا يعرفهما، هما اللذان لا طعم لهما! وفي العامية الكويتية، كما تعرفون، نقول: هذا طعام "ماصخ" وذاك إنسان "مليق" التي قد تكون منحوتة من المليخ. ما علينا. نرجع إلى محور حديثنا!

• وفي سياق الأمسخ والأملخ كان انسحاب النائبين من انتخابات لجنة الظواهر السلبية إياها، من جراء فوز نائبين من الإخوة الشيعة بعضويتها، ذلك أن فعلتهما تشي بأن رئاسة وعضوية اللجنة حصرية ومحتكرة للنواب السنَّة فقط لا غير، وهو ليس كذلك بطبيعة الحال! والحق أن انسحابهما هو من تحصيل الحاصل! لأنهما- وأمثالهما- يظنان- آثمين- أنهما وحدهما على الحق، ويسيران على الصراط المستقيم، وما عداهما باطل وبهتان! وهو منحى دال على إقصاء الآخر وعدم الإيمان بوجوده!

• ومن نافل القول الإشارة إلى أن فعلتهما ليست من الديمقراطية في شيء، إن كانا يؤمنان بها حقا وصدقا، أما أن ينتقي واحدهم ما يلائمه من الديمقراطية، ويرفض ما لا يروق له ويضيق به، فهو منحى سلبي ضار بالوحدة الوطنية، ومجتمع الأسرة الواحدة، كما يحلو لنا أن ننعت مجتمعنا الذي لم تتجلَّ به هذه الصفة الطيبة إلا في أيام محنة الاحتلال. الأمر الثالث الذي ينتمي إلى فصيلة الأمسخ والأملخ هو التلاسن الجاهلي بشأن الأصل والنسب، وحول الموالاة والمعارضة.

فإذا كانت الأخيرة ليست سبة ولا عيباً، فإن الحكومة وموالاتها ليست كذلك هي الأخرى، لأن كليهما وجهان لعملة واحدة، لكن البلية في هذا البلد هو اضطرارك إلى مناقشة المسلمات والبدهيات، والجدل فيهما إلى ما شاء الله. وعودا على بدء أقول إن نجاح "الدويسان" كان مفاجئاً لي ولغيري، لكنها- بحق- مفاجأة سارة، بغض النظر عن مماهاة نجاحه بنجاح الرئيس أوباما، كما ورد أمس في حواره مع صحيفة "الراي" لظني أن القياس مع الفارق لا ينسحب عليه البتة! الشاهد هو: إلى متى تكابد بلادنا هذا الطرح الأمسخ الأملخ الأجوف الذي لا طائل منه سوى الطل! وكأن البلاد والعباد بخير وعافية في العمران والتنمية ولا تعاني تحديات جساما تستأهل الجدية والاستجابة الفاعلة.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء