نبيها علنية
![د. صلاح الفضلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1488383380444998900/1488383397000/1280x960.jpg)
إذا سلمنا بأن الحكومة ستواجه الاستجوابات الأربعة، فإن الإشكالية المتبقية تنحصر في عقد جلسة استجواب سمو رئيس الوزراء وربما النائب الأول بصورة علنية أو سرية. المؤيدون لعقد جلسة سرية في استجواب سمو رئيس الوزراء يتخوفون من التجريح الشخصي الذي قد يطول سموه، وهو أمر يجب مراعاته حتى لو سلمنا بحق النائب في الاستجواب، وهو أمر يمثل مصلحة عليا للبلد عند مؤيدي طلب السرية، لأن تجريح رئيس الوزراء سيمس هيبة وكرامة الأسرة الحاكمة. برغم وجاهة الاعتبارات التي ينطلق منها مؤيدو السرية في موقفهم، فإنني أعتقد أنه من الأفضل لسمو الشيخ ناصر المحمد بالذات أن تكون جلسة استجوابه علنية؛ أولاً، لأنه ليس هناك شيء اسمه سرية في الكويت، فحتى لو عقدت الجلسة سرية فإن مجرياتها ستُعرف بكامل تفاصيلها، خصوصاً أن تفاصيل محاور الاستجواب أصبحت معلومة للجميع بعد تقرير لجنة ثامر. وثانياً، لأن الشيخ ناصر إذا ما صعد المنصة في جلسة علنية سيثبت أنه قادر على المواجهة على عكس ما يشاع، وأنه ليس لديه ما يخشاه أو يخفيه، وهو ما سيفيده في مستقبله السياسي. وثالثاً، أن الشعب الكويتي يريد أن يعرف حقيقة الاتهامات التي وجهت إلى سموه، والسبيل الوحيد لذلك هو تفنيد هذه الاتهامات على رؤوس الأشهاد وليس خلف الأبواب المغلقة، فالاستجواب نوع من المنازلة، ولذلك من غير المنطقي أن تكون بعيداً عن أعين الناس.رغم تعقد الحسابات وكثرة التوقعات، فإنني أعتقد أن جلسة الاستجوابات ستُعقد، وأن الحكومة ستتجاوز هذا المنعطف الخطر، وإن كان سيلحق بها بعض الجروح والكدمات وربما خسارة وزير، ولكنها ستكون في النهاية الرابح الأكبر. تعليق: على الرغم من أن تصويت السويسريين ضد بناء المآذن يخالف حرية ممارسة العبادة، فإنني أعتقد أننا لا ينبغي أن نلومهم على خوفهم من كل ما هو إسلامي بعد أن أصبح بن لادن والزرقاوي وأبوحمزة المصري هم الشخصيات التي تمثل الإسلام، وكذلك لا نلوم السويسريين على تصويتهم ضد مآذن المساجد بعد أن ارتبط المسجد في ذهنية الأوروبيين بتخريج الإرهابيين الذين يرتكبون المجازر حتى في البلاد الإسلامية، وآخرها تفجير حفل طلابي في الصومال وتفجير مسجد في باكستان. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة