باتت مولِّدات الكهرباء التي يعتمد عليها الفلسطينيون في قطاع غزّة، للحصول على التيار الكهربائي، بمنزلة قنابل موقوتة تحصد ضحايا بين الحين والآخر.

Ad

فخلال الأسبوعين الماضيين، قُتل أكثر من 6 مواطنين، وأُصيب العشرات بجروح خطيرة، بينهم ضحايا من الأطفال والنساء، من جراء الحرائق والاختناقات التي اندلعت فجأة في عدد من المنازل والمصانع بالقطاع.

وقال فلسطينيون، إن سبب انفجارات وحرائق مولِّدات الكهرباء، تعود الى رداءة صنع تلك الاجهزة المهربة، بينما حمّل مسؤول كبير في مصلحة الدفاع المدني التابعة لحكومة "حماس"، مسؤولية انفجار مولدات الكهرباء والحرائق، الى جهل المواطن بكيفية تعامله مع تلك الاجهزة.

ويعتمد أغلبية سكان غزّة، على مولِّدات كهرباء صينية الصنع، تهرب عبر الخنادق الرملية المنتشرة اسفل الشريط الحدودي، للحصول على التيار الكهربائي، بسبب الانقطاع المتواصل للكهرباء.

وقال نائب مدير الدفاع المدني في غزّة الطبيب محمد العطار لـ"الجريدة": "تلك الأجهزة ليست من صنع محلي، ولا تصدر للقطاع فقط، بل لدول كثيرة في كل انحاء العالم"، مؤكدا ان كل التحقيقات التي أُجريت اثبتت جهل المواطن في طريقة تعامله مع تلك المولدات، وطرق تخزين الوقود.

وحمّل العطار، مسؤول محطة الإسعاف والطوارئ في مصلحة الدفاع المدني، اسرائيل مسؤولية تلك الحرائق والانفجارات، مشيرا الى ان المواطنين يتهافتون على شراء تلك الاجهزة للحصول على التيار الكهربائي الذي يشهد انقطاعاً ساعات طويلة، بسبب عدم تزويد إسرائيل محطة الكهرباء الرئيسية بالوقود اللازم.

وأشار العطار الى أن خزانات الوقود في المنازل عبارة عن قنابل موقوتة تهدد حياة المواطنين داخل مساكنهم، مناشدا المواطنين بضرورة أخذ الحيطة والحذر خلال استخدامهم المولدات، واتباع الارشادات الصحيحة في استعمالها.

ويخزن أغلبية سكان قطاع غزّة داخل منازلهم، مشتقات الوقود، إذ يستخدمه البعض لطهي الطعام بسبب ازمة انقطاع الغاز، بينما البعض الآخر يستخدمه للحصول على انارة في ساعات الليل الدامس.

ووصلت ليلة أمس الأول جثة شاب متفحمة الى مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب القطاع، نتيجة حريق نجم عن انفجار مولد كهربائي داخل منزل عائلته، بينما لقي ثلاثة اطفال من عائلة واحدة، قبل ايام مصرعهم نتيجة انفجار مولد كهربائي، وقبل أسبوع توفيت مُسنّة وأُصيب آخران نتيجة نشوب حريق في مولد كهربائي.

ودفعت خشية اندلاع الحرائق، المواطنة سلوى عثمان، الاربعينيات من عمرها، الى اجبار زوجها على بيع المولد الكهربائي، او إخراجه من المنزل.

وقالت عثمان التي بدت مرتاحة لتخلصها من المولد الكهربائي لـ"الجريدة": "بعد سماعي انباء مقتل العديد من الأشخاص داخل منازلهم أصابني الخوف على اطفالي"، مفضلة في ذات الوقت العتمة على مولد كهربائي يعتبر قنبلة موقوتة في المنزل.