لمن يريد الاطلاع على فضائحنا من غير المتحدثين بالكويتية نقول له إن "البياسر" مفردها "بيسري" ومعناها الشخص غير الأصيل حسباً ونسباً. وهي شتيمة تستخدم في حمّامات المدارس وخلف محوّلات الكهرباء سابقاً. وهي قنبلة نووية محرّمة ومجرّمة، تُنهي الحرب مباشرة، وتُلعثم الألسنة، وتتربس العقول، فلا يدري العاقل حينئذ ماذا يقول.

Ad

والنائب الفاضل سعدون حماد استخدم القنبلة النووية في وجه النائب عادل الصرعاوي دفاعاً عن الشيخ أحمد الفهد، تحت قبة البرلمان، أي والله. سعدون تقمص دور "الظفر"، وراح يحك جلد الشيخ أحمد الفهد، وما حك جلدك مثل سعدون. وهو (أي سعدون حماد) حفظه الله لا فرق عنده بين بيت الشعب وبيت الراحة، لذلك فالأصوات التي يصدرها هنا وهناك متشابهة، وهو يسعى لتوحيد المرافق العامة وتوحيد استخداماتها.

وفي مفهوم البعض في الكويت، لا يعيبك أن ترتشي أو أن تجرجر أرملة شقيقك في أروقة المحاكم لتقاسمها وأيتامها الميراث ما دمت ابن قبيلة أو عائلة أصيلة، ولا يعيبك أن تجلس عند ركبة شيخ أو مليونير وتتشرف بمسح حذائه وتقبيل كتفه أو يده، وإن ضربك بالنعال ومحطك بالعقال فالأمر لا يستحق الجدال، ما دام الناس يرونك أصيلاً.

يا سيدي هو لقب تكتسبه منذ الولادة، أنت أصيل مبروك، حتى لو كان سعرك في سوق الرجال دينارين وربع، شاملاً الخدمة والضرائب. بينما الآخر بيسري وغير أصيل وهو دكتور في هندسة البترول، ولسانه عف، ولا يعرف الدوران واللف، وأخلاقه تملأ الدرج والرف، وإن جرحت كرامته لاحك كف، بالحجة والمنطق، أو بالقانون، أو بمستواه المرتفع الذي لا يمكنك الوصول إليه... لكنها محكمة العجائز حكمت بأنه غير أصيل استنادا إلى ما فعله جده قبل سبعمئة سنة! ألا تبا للعجائز، وسحقا لمن يكشف اللحود عن الجنائز. ولو أن الأخ الظفر (في لهجتنا البدوية، الظفر بفتح الظاء وكسر الفاء تعني الشجاع، والظفر بكسر ساقي الظاء والفاء تعني الأظفر، وأرجو مراعاة الضمير عند القراءة) أقول لو إن الظفر سعدون حماد اتهم الصرعاوي بتحيّزه وتعنصره الظاهر ضد القبائل والشيوخ تحديداً لصفقنا له وأيدناه، ولو قال إنه شخصاني الهوى "ايدزي" النهج لحملناه على أعناقنا، بل لو انه اختص الصرعاوي بالشتيمة لغضضنا الطرف وقمعنا الحرف، لكنه استخدم أسلحة العيب وشق الجيب، فشتم عادل وأهله، على طريقة البيع بالجملة، الأمر الذي دفعنا إلى رمي كل ما في أيدينا والركض لتشكيل درع بشرية حماية للصرعاوي وأهله الكرام، وحماية لنسيجنا الاجتماعي –قبل الصرعاوي وغيره-، وبعد تشكيل الصفوف سنرفع اليافطات: كلنا بياسر يا سعدون وأنت الأصيل الوحيد، لكن "بيسرتنا" تمنعنا عن العيب، بينما تشدك أصالتك من كوعك إليه.

سامحك الله يا سعدون، اعترضت طريق مقالتي التي كنت سأخصصها للنائب خالد السلطان الذي سيسافر بعد غد السبت، والسفرة هي السفرة، أي أنه لن يعود إلا مع بدء انعقاد الدور التشريعي المقبل. وحسنا يفعل أبو الوليد، إن صدق هدهدي حامل الخبر، فليستمتع ما دام على ظهر البسيطة، قبل أن ينزل إلى سردابها بعد عمر طويل.

وماذا عن المتعسرين وقانونهم؟ / ومن قال إن السلطان "خلّفهم ونساهم". طيب ألا تكفي إجازة البرلمان التي تمتد نحو أربعة أشهر؟ / ومن يضمن أن يعيش السلطان إلى أن تبدأ الإجازة... يا عمي عش حياتك، بَلا متعسرين بَلا متكسرين، بَلا تجمع سلفي بَلا تجمع مياه الأمطار.

* * *

بعد كتابة المقالة بلغني أن السلطان أعلن اعتزاله لمنصب أمين عام التجمع السلفي بعد 17 عاماً.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء