واحدة بواحدة والبادئ أظلم. أميركا غزت الفضاء فقتلت رجاله واستحيت نساءه، وحكومة الكويت خنقت الفضاء حتى تدلّى لسانه. "كلنا في الفضا سوا". وليت الحكومة الأميركية، التي تنافسنا على الفضاء، تتعلم من حكومتنا كيف تسيطر على أغلبية النواب، وتضمهم إلى أملاكها. والخطوة الأولى التي على باراك أوباما تنفيذها هي البحث عن النسخة الأميركية من النائبين "علي الراشد" و"حسين القلاف".

Ad

نحن الآن نعيش في زمن علي الراشد (دعوا القلاف وألعابه النارية جانباً الآن)، وزمن الراشد هو أزهى الأزمان وأزكاها وألذّها طعماً، واسألوا تقارير الفساد الدولية وتقارير التنمية العالمية عن ترتيب الكويت... هذا زمن الراشد، فرغباته أوامر، وشخابيطه ترسم مستقبل أجيالنا.

ولا تغرنكم الأغلبية النيابية الواقفة مع الحكومة، فالنائب دليهي الهاجري، على سبيل المثال، غلبان من الطراز الفاخر، أينما قادوه انقاد، سهل، سمح، مطواع، وظيفته الترديد "آمين" و"ربنا لك الحمد"، وعلي الراشد هو الذي يقول: "ولا الضالين"، وهو الذي يقول: "سمع الله لمن حمده"، وهو الذي يؤمهم في الصلاة.

آخر شخابيط الإمام الراشد، هو سعيه الحثيث إلى ترويض الأسد البرلماني وتحويله إلى قطة سيامية تجلس عند أقدام صاحبتها الحكومة، وتتحكحك على أرجل كرسيّها! لذلك عقد ندوة استقدم من أجلها الباشا الكبير يحيى الجمل، وراحا معاً يقدمان بوفيه مقترحاتهما لحلق رأس الدستور، بحجة أن شعره غير ناعم.

استعرض يا علي فهذا زمنك. استعرض كما تشتهي مستغلاً بعض نوابنا الغلابة. استعرض ليتحول برلماننا إلى مجلس أعيان. لك الحق، كل الحق، فقد كوكس الزمن، ونامت المرجلة، واستيقظت الانتهازية وراحت تمغّط يديها وظهرها.

استعرض يا أبا فيصل، الله يحفظك للحكومة، قائداً لجيشها الجرار الفرار، ويجعلك ذخراً لفضائيات حي الطرب، التي تتهم كل من يعارض سياسة رئيس الحكومة وأداءه بأنه يعارض نظام الحكم ويسعى إلى إسقاط الأسرة الحاكمة، في تزوير للحقائق لم تشهد الكويت مثله حتى في مجلس 67...

استمر يا علي في نثر تصريحاتك، وستستمر الحكومة في رصد ردود أفعالنا عليها، كي تحدد حينئذٍ – الحكومة- هل ستنقض على مكتسباتنا الدستورية أم أننا لانزال نمتلك بقية من قدرة على المقاومة. استمر واكشف لنا ماذا في جعبتك أيضاً.

نعلم يا علي الراشد أنك تقود سرية الاستطلاع الحكومية، وأنك قمر الحكومة الصناعي، المُثبّت فوق أراضينا، وأن مهمتك كشف مناطق الضعف والقوة فينا، وتحديد ساعة الصفر. لكن معلش اعذرنا إنْ قلنا إنَّ اغتصاب حقوقنا بعيد عن الشوارب وطويل على الأقزام وكبير على الصغار. معلش اعذرنا إذا لم نقبل استبدال دستور عبد الله السالم بدستور علي الراشد.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة