اللوحة التشكيلية
 في الكويت

نشر في 09-02-2010
آخر تحديث 09-02-2010 | 00:00
 طالب الرفاعي يقول الدكتور خليفة الوقيان في كتابه «الثقافة في الكويت... بواكير واتجاهات» في طبعته الأولى 2006: «تأخر ظهور من يمكن أن يحمل صفة الفنان التشكيلي إلى القرن التاسع عشر. ويُعد الشاعر والفنان عبدالله الفرج (1836-1901) أول من وصلتنا معلومات موثقة عن اشتغاله بالرسم، وقيل النحت أيضاً، فضلاً عن براعته في الخط». ص292، ويشير الدكتور الوقيان إلى أن أول معرض أقامه الفنان معجب الدوسري (1921-1956) كان في مدرسة المباركية بتاريخ 9/6/1943.ص296.

يُعد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الجهة الرسمية الأولى المسؤولة عن رعاية وتشجيع الفن التشكيلي، كسائر أجناس الثقافة والفنون في الكويت، كما يشاركه في المسؤولية «الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية»، التي تأسست كجمعية نفع عام أهلية عام 1967، لكونها تشتغل بعالم وهموم الفن التشكيلي، وتكرس نشاطها لتكون على تماس واتصال بالفنان التشكيلي الكويتي من جهة، وبحركة الفن التشكيلي بعمومها العربية والعالمية من جهة أخرى، إضافة إلى الدور المهم الذي تنهض به صالات العرض الخاصة/ الجاليريات، وذلك بترتيب وإقامة معارض تشكيلية على مدار العام.

تتوزع المعارض التشكيلية في الكويت بين المجلس الوطني، من خلال مهرجاناته وفعالياته وأنشطته الدورية، وبين المعارض الشخصية والجماعية التي تقيمها الجمعية، إضافة إلى «البينالي» الذي تقيمه كل سنتين «بينالي الخرافي». وأخيراً تضيف المعارض التي تنظمها الجاليريات الخاصة، نكهة مختلفة، على سوق اللوحة، لكن المتابع لحركة الفن التشكيلي الراهنة في الكويت، وتحديداً سوق اللوحة التشكيلية، يرى أن مبيعاتها وأسعارها ربما تعد الأكثر انخفاضاً مقارنة بدول مجلس التعاون أو بالدول العربية، مما يثير تساؤلاً واجباً للأسباب الكامنة وراء ذلك، لأن انخفاض مبيعات وبالتالي انتشار اللوحة التشكيلية في الكويت، يعد مؤشراً سلبياً عن انصراف شرائح من المهتمين بالفن التشكيلي، مثلما يقدم دلالة ناجزة عن حالة اللوحة والفنان الكويتي.

أرى أن اهتماماً بعالم الفن التشكيلي يتخلق أولاً من الجو الأسري، ومن ثم المناهج الدراسية، مروراً بالبعثات الدراسية الفنية المتخصصة، وانتهاءً بنشر ثقافة تشكيلية إنسانية، تنتمي إلى جذرها المحلي، وتعانق منجزات التشكيل العربي والعالمي المعاصرة. وقد يلعب نشر وعيٍ تشكيلي مجتمعي بأهمية ومكانة الفنان التشكيلي، والقيمة الحياتية العالية التي تضيفها اللوحة المبدعة إلى الواقع، قد تلعب ذلك دوراً مهماً يكون كفيلاً بإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.

كما أنني أتمنى من المجلس الوطني أو جمعية الفنون التشكيلية، أو كليهما معاً، بالتعاون مع الجاليرات الخاصة، التخطيط لندوة موسعة تتناول بالدراسة والتحليل الميداني واقع التشكيل الكويتي، والمشكلات التي يواجهها، مع وضع الحلول المتصورة لمعالجة تلك المشكلات، ومن ثم إعادة شيء من الألق الجميل للفنان وللوحة التشكيلية الكويتية. 

back to top