يصادف اليوم مرور عام كامل على اختفاء المواطن الكويتي حسين الفضالة في عرض البحر، بعدما خرج لـ»الحداق» في نفس هذا التاريخ من العام الماضي.

Ad

وحتى اللحظة، لا توجد أنباء مؤكدة عن مصير هذا الرجل الذي اختفى هكذا كذوبان الملح في عرض البحر هو وبحارته ومركبه، والمثير في المسألة أن أغلب المعلومات التي تدور في المنتديات والمدونات، ويتناقلها الناس في أحاديثهم أنه قد تم اعتقاله على يد السلطات الإيرانية، بينما الجانب الإيراني يقول إنه لا يعلم عنه شيئاً وإن سلطاته لم تقُم باعتقاله!

حسين الفضالة مواطن كويتي بسيط، كآلاف المواطنين البسطاء على هذه الأرض، ليس من أصحاب المناصب ولا المرتبطين بهم، وليس من التجار ولا المرتبطين بهم، وليس من وجهاء القوم ولا المرتبطين بهم، وليس من النواب ولا المرتبطين بهم، وليس طرفاً في حسابات أو مصالح سياسية... حسين الفضالة مجرد مواطن بسيط خرج للبحر ليمارس هوايته البسيطة، ولعل هذه هي مشكلته!

قد يقول قائل، إننا نجعل من قضية شخص واحد قضية كبرى، بينما الكثير من الناس حول العالم يمرون يومياً بمثل ما مر به، فيختفون ويبقون بلا أثر، ولا أحد يصنع مثل هذه الضجة والبلبلة، فنقول إن حسين الفضالة، ورغم كونه إنساناً بسيطاً، فهو لم يعُد كذلك بالنسبة إلينا، حسين الفضالة لم يعُد إنساناً بسيطاً، ولم يعُد شأناً خاصاً بأسرته وأهله وذويه، إنما صار بالنسبة إلينا يمثل كل مواطن كويتي، وصارت حادثته وطريقة تعامل السلطتين معها تمثل حقيقة قيمة المواطن البسيط على ميزان الحكومة ومجلس الأمة، ومقدار ما يعنيه لهما المواطن حقاً.

نفهم أن يموت إنسان لهذا السبب أو ذاك، ولا اعتراض على حكم الله، فالموت مكتوب على كل إنسان، لكن ما لا يمكن أن نفهمه أو نقبله أن يختفي مواطن في عرض البحر، وأن يشوب اختفاءه مثلُ هذه الشائعات المرتبطة باعتقاله على يد السلطات الإيرانية، وألّا نجد في المقابل تحركاً لائقاً بالحدث لا من الحكومة ولا من مجلس الأمة، للوصول إلى إجابة شافية عن مصيره!

إن التباطؤ والتلكؤ من قبل السلطتين تجاه هذه القضية، لا يمكن لنا أن نراهما إلا بشكل سيئ، ولا يمكن لنا على الإطلاق أن نجد لأحد العذر فيهما، أو أن نقبلهما من أي طرف مسؤول في حال من الأحوال، وهم جميعاً، ابتداءً من رئيسي الوزراء ومجلس الأمة، مروراً بجميع أعضاء المجلسين، مسؤولون مسؤولية تضامنية عن سوء وضعف تعاطيهم مع هذه القضية، وكلهم بالنسبة إلينا محل لوم ومساءلة.

لا نريد منهم شيئاً خارقاً، إنما القيام فحسب بدورهم الذي تفرضه عليهم مواقع مسؤولياتهم، تجاه قضية مواطن كويتي وإن كان بسيطاً، لكن قضيته وضعف التعاطي معها حتى اللحظة، صارا يكشفان عن ضعف وسوء اهتمام الدولة وسلطاتها بمصائر أبنائها!

***

ينظم عدد من المدونين الكويتيين بالتعاون مع أسرة المفقود حسين الفضالة، تجمّعاً في ساحة الإرادة اليوم في تمام الساعة 7.30 مساءً، إحياءً للذكرى السنوية الأولى على حادثة اختفائه، فعلى كل من يستطيع الحضور ألّا يتردد، دعماً لهذه القضية المستحقة.