باستثناء تفاصيل الصراع بينه وبين الشيخ أحمد الفهد، لم يأت حديث رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام إلى «القبس» مطلع هذا الأسبوع بجديد، خصوصا عن التعارض المفتعل بين قوانين الإصلاح الرياضي الكويتية وقوانين المنظمات الرياضية الدولية، إذ كرر تأكيداته السابقة ألا تعارض بين قوانيننا وقوانين الفيفا، والدليل أن المشكلة مع الفيفا انتهت بالفعل مذ تدخل بن همام والتقى بسمو الأمير، فأغلق الباب الخلفي لتكتل أحمد وطلال المطل على الفيفا، ما حدا بالتكتل إلى فتح باب آخر مع اللجنة الأولمبية الدولية.
لكن دعونا نتحدث عن صراع الفهد وبن همام لأن البعض اتخذ منه ذريعة للاصطفاف الأعمى وراء أحمد الفهد مقابل التغاضي عن تقاعس حكومته في تطبيق القوانين وتآمر تكتله على الكويت بتحريض المنظمات الدولية عليها، فهو اصطفاف تغذيه عدة عوامل منها افتقار بن همام للدبلوماسية مقابل دهاء الفهد وابتسامته «المصوفرة». ومنها أن أحد طرفي الصراع غير كويتي، وهو ما يثير مشاعر يخال للبعض بأنها وطنية، إذ يشار لبن همام في الديوانيات بـ«هذا القطري» بازدراء، فيغلب التعصب على الوقوف مع الحق، ومنها أن الفهد «شيخ» وذلك يثير مشاعر البعض الذين يؤمنون بأن الشيوخ لا يأتون باطلاً، خصوصاً إذا خاصموا أجنبياً ليس شيخاً.لدي انطباع وقناعة راسخان بأن الفهد وبن همام وجهان لعملة واحدة، اللهث وراء المناصب وحب السلطة والنفوذ والطموح الشخصي وفلاشات الإعلام. الفرق بينهما هو أن طموح بن همام يسير جنباً إلى جنب مع استراتيجية دولة قطر لوضع اسم بارز لها على خريطة العالم كما شرح الكاتب عبدالله الغنام في مقاله في يوم الثلاثاء الماضي. في المقابل، ما الذي استفادته الكويت من تكدس النفوذ والمناصب الرياضية الدولية بيد أحمد الفهد؟ فلو كانت هذه المناصب لإعلاء مصلحة الكويت وليست إرضاء للطموح لاستغلت في حل أي مشكلة تواجه الكويت مع المنظمات الدولية، ولكن ما حدث هو أنه تم استغلال هذا النفوذ الواسع لفتح أبواب خلفية لتحريض المنظمات الدولية على الكويت.إن سر استبسال تكتل أحمد وطلال لتعطيل القوانين المحلية يوجد حله فيها، فهذه القوانين تمنع الجمع بين المناصب، وتحد من سطوة المتنفذين على الرياضة، وتطبيقها يفقدهم الأرضية التي يكونون منها شعبيتهم المحلية وينطلقون منها نحو المناصب والنفوذ على المستوى الدولي، وتفقدهم القدرة على الزج باسم الكويت في صراعات شخصية وشبهات شراء مواقف وتضبيط انتخابات. لهذه الأسباب هم يحاربون القوانين.Dessertلنترك جانباً العواطف المختلطة بشأن الاصطفاف خلف من في صراع الفهد وبن همام، ولنركز على الأهم. لقد تحدى بن همام أياً كان أن تكون قوانيننا متعارضة مع الفيفا، فمن نصدق؟ رئيس اتحاد قاري وعضو اللجنة التنفيذية في الفيفا؟ أم التضامن والشباب والساحل؟ كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
مقالات
الفهد وبن همام... وجهان لعملة واحدة
13-08-2009