آمال إمبراطورية الرعب

نشر في 05-07-2009
آخر تحديث 05-07-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي الكويت بنفطها وشعبها وبصلها وثومها وقثائها في خدمة الإمبراطور، بدءاً من بعض مديري الإدارات وصعوداً إلى مجلس الوزراء، مع الاعتذار إلى رؤساء الأقسام. بل إن عدداً من كبار قيادات الوزارات لا يهمهم رضا الوزير أو سخطه ما داموا يضمنون رضا الإمبراطور أو أحد أبنائه. ويكفي المسؤول أن "يضبّط" علاقته بطفل من أطفال الإمبراطورية وبإذن الله "يغدي شرّه". ولم أضحك في حياتي كما ضحكت على خلاف نشب بين وزير ووكيل وزارته، وكلاهما من حاشية الإمبراطورية، وتعال شوف تبادل شكاواهما عند الإمبراطور، في حين يتناول مجلس الوزراء عسل السدر قبل النوم بمقدار ملعقة صغيرة، لأن عسل السدر أفضل للكبد من العسل الجبلي، فالعسل الجبلي يصلح لضعيفي الذاكرة وحديثي الزواج، هذا والله أعلم.

وأجزم أن هيبة بعض أبناء الأسرة الحاكمة لا تقارن بهيبة "بيبي" وليد من أبناء الأسرة الإمبراطورية، لصالح البيبي ترجح الكفة طبعاً، خذها من ناحية الصحافة على سبيل المثال... بل إن هيبة البيبي ذاك في قلوب البعض وصلت إلى درجة الرهبة والهلع.

وفي الكويت، أن تكتب منتقداً وزيراً من الشيوخ، فهذه هي طبيعة الأشياء، لا جديد في الأمر، ستواصل الفراشات تحليقها، وسيستمر الماء في انسيابه من حنفية المطبخ، وسيكمل الناس التهام سندويتشاتهم، لكن أن تكتب منتقداً الإمبراطورية التجارية تلك، فيا رحمة الرحيم، ستحترق الفراشات، وسيتوقف انسياب الماء، ليس في مطبخك فحسب، بل في نهر النيل والأنهر المجاورة، وستتوقف السندويتشات في بلاعيم البشر، وستتفنجل العيون، وسيجف اللعاب، وستضع كل ذات حمل حملها... فالوزير الشيخ مهما علا شأنه ليس إمبراطوراً، معلش يعني، الناس مقامات.

والمشكلة أن أكثر من يهاب ويخشى بطش هذه الإمبراطورية -إضافة إلى المرتزقة طبعاً- هم بعض الشيوخ. رعبٌ يتلبّسهم لا يدرون كيف الخلاص منه، أو هم لا يريدون الخلاص منه. عاجبهم الوضع. وناسة.

وفي الكويت، يرتفع سعر النفط أو ينخفض، هذا ليس شأن البسطاء من المواطنين، هذا شأن الإمبراطور، لأن الحكومة ستتبرع بمحطات كهرباء للأردن، وتبني مناطق جديدة في مصر، وتحدّث البنية التحتية في سورية، بشرط أن يكون الإمبراطور هو مقاول المشاريع تلك، أو فليعذرنا الأشقاء...

وكعب الغزال يا متحني بدم الغزال، أنا شايف الأرض بتتمرجح تحت الخلخال، ما تبطّل تمشي بحنّية ليقوم زلزال، كعب الغزال...

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top