آمال خلاص عاااادي
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
وأول مرة شاهدت فيها شباباً مراهقين يقف شعر رأس كل منهم كمنصات إطلاق الصواريخ، ضحكت حتى كاد صاحبي يستلقي على ظهره، وتوهمت أنها حفلة تنكرية، وقلت لصاحبي: لو كنت أنا مكانهم لحملت "رضاعة أطفال" وعكازاً لأبهر الناس في الحفلة! ومع الأيام اكتشفت أنها تقليعة ليس إلا. الله يقلعها. وصار المراهق السبايكي يمر من جانبي فلا أكلف عيني عناء الانبهار، ولا أكلف فمي عناء الانفغار. خلاص عاااادي.وأول مرة قرأت فيها عن استجواب – بعد اهتمامي بالشأن السياسي – لم تنجح محاولاتي في النوم ليلتذاك، ورحت أقرأ ما له علاقة وما ليس له علاقة بالاستجواب، واعتقدت أنها من علامات الساعة، وأن القيامة ستقوم بعد قليل، وأنك سترى الناس سكارى وما هم بسكارى، وستضع كل ذات حمل حملها، ووو...ثم توالت الاستجوابات، بل وتعهد المرشحون، أيام الدوائر الخمس، باستجواب رئيس الحكومة دفعة واحدة! اوف اوف اوف. وتطايرت أبراج عقول البعض، لكن تبين مع مرور الزمن أنها "عوافي ومرقدٍ دافي"، وأنك سترى الناس يمشون على الخط فلا ينحرفون عنه، وستحتفظ كل ذات حمل بحملها، وأن مجمل القضية هي أن نائباً يؤدي عمله واستجوب وزيراً أو رئيس حكومة، وبس.واليوم هو يوم استجواب وزير الداخلية، وأجد أن الكتابة عن الجنوس والسبايكي قد يكون فيها جديد بخلاف الكتابة المكرورة عن استجواب وزير. وما صوت الصريخ المصاحب للاستجوابات إلا صوت وزير أداؤه ركيك، وما العويل ذاك إلا عويل حكومة رخيمة، أو كانت رخيمة (الرخيمة تستخدم للتصغير)، تصدت للمسؤولية قبل أن تشاهدها، وما إن شاهدتها حتى شرعت بالعويل ونثر التراب على رأسها... لكن صريخها وعويلها أيضا صار خلاص عاااادي. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء