«حماس» تمنع نساء غزة من تدخين النرجيلة!
"مع كل صيف تبدأ رحلة التنغيص على شاطئ بحر غزة، حيث قرارات منع تدخين النرجيلة في الاستراحات، فضلاً عن نظرات الاستغراب حيناً، والشتائم حيناً آخر"... هذا ما قالته السيدة الفلسطينية عبير، وهي تشد خرطوم النرجيلة من يد زوجها لتسرق بعض الأنفاس.ومنذ سيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة في صيف 2007، باتت نرجيلة النساء داخل المقاهي والاستراحات، محط جدل بين الإسلاميين والعلمانيين، إلى أن قررت شرطة حكومة "حماس"، قبل يومين منع تدخين النساء للنرجيلة في الأماكن العامة والمفتوحة بزعم منافاتها للعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية.
وتثير النرجيلة حفيظة التيارات الإسلامية الناشطة في غزة، إذ يتحدث الغزيون في مجالسهم اليومية، عن تعرض النساء اللواتي يدخنَّ النرجيلة في المقاهي والاستراحات للشتائم من قبل شبان ملتحين. وتقول عبير، التي تعمل في إحدى المؤسسات الأجنبية، لـ"الجريدة": "لا أجد حرجاً في تدخين النرجيلة داخل الفنادق والأماكن المغلقة"، وأضافت: "على شاطئ البحر من الصعب تدخين النساء النرجيلة، خشية تعرضهن للشتائم من قبل المتدينين".وتقول عبير، التي وُلِدت وعاشت معظم سنوات حياتها في إحدى الدول العربية المجاورة: "إذا كان تدخين النرجيلة حراماً، فهو على الرجل والمرأة". وفرضت حكومة "حماس" عدة قرارات تتعلق بالمرأة، إذ حظرت عليها ركوب الدراجة النارية، وحاولت إجبار المحاميات على ارتداء زي "شرعي" موحد، لكنها لم تلجأ بعد إلى فرض الحجاب ومنع التبرج.ويخشى أصحاب الاستراحات والمقاهي المنتشرة على طول شاطئ القطاع، خسارتهم في موسم الصيف الذي يعتمدون عليه طوال العام، في حال قررت الشرطة منع تدخين النرجيلة داخل الاستراحات لكلا الجنسين. ويقول أبومحمد، صاحب إحدى الاستراحات، لـ"الجريدة": "تلقينا قبل يومين أوامر شفوية من الشرطة بمنع تدخين النرجيلة داخل الاستراحة، لكن الصورة اتضحت في ما بعد، واقتصر المنع على النساء والفتيان دون سن الثامنة عشرة من العمر فقط". ويتراوح متوسط سعر تدخين النرجيلة في غزة ما بين 10 و20 شيكلا، وفق المكان السياحي، ويعتمد اكثر من 70 في المئة من عمل المنشآت السياحية على ما تدره النرجيلة والمشروبات.