جاء في خبر صغير في صفحة الحوادث ما يلي:
"سقوط فتاتين، إحداهما مجهولة الهوية والأخرى هندية الجنسية، من شقة في الطابق السادس بإحدى بنايات حولي، كانت قد اتخذته إحدى العصابات الآسيوية مقرا للدعارة ولاستغلال الفتيات وإجبارهن على ممارسة الرذيلة، الفتاة المجهولة الهوية فارقت الحياة فور سقوطها، أما الأخرى فأصيبت بكسر في العمود الفقري وبإصابات أخرى بليغة، وقد دخلت في نوبة إغماء وحالتها خطرة للغاية، تحقيق الشرطة كشف أنهما كانتا محتجزتين دون رغبتهما في هذه الشقة منذ فترة، ولم تجدا وسيلة للخلاص والهرب من جحيمها سوى القفز من النافذة، بحثا عن الحرية... أو الموت في سبيلها"!لو كنت مديرا للتحرير لما وضعت هذا الخبر في صفحة الحوادث، بل لجعلته عنوانا رئيسا للصفحة الأولى، فهو أهم بنظري من تصريحات بعض النواب والوزراء التي تتصدر الصحف كل صباح دون فائدة ترجى!هناك أيها السادة شيء لا أفهمه، على الرغم من أنني- والله- حاولت جاهدا مرارا وتكرارا فهمه دون جدوى، ربما لمحدودية ذكائي، أو ربما لأن هناك لغزاً يصعب على الناس العاديين- أمثالي- حله، وهو لماذا لا تنقرض هذه العصابات أو يتقلص عددها يوما بعد يوم على الأقل؟! لأنني كل يوم أقرأ خبرا جديدا ومفرحا بأنه قد تم القبض على عصابة من هذه العصابات الآسيوية التي تمتهن خطف الخادمات ووضعهن في شقق خاصة لممارسة الدعارة مجبرات- في معظم الأحيان- ويضعون صورالمقبوض عليهم مع الإشادة بدور العقيد الفلاني والضابط العلاني الخطير الذي ساهم بالقبض على أفراد العصابة، ولسذاجتي، أتخيل أنها العصابة الأخيرة أو قبل الأخيرة، غير أنه في اليوم التالي أجد صورا جديدة وإشادات أخرى، فهل هذه العصابات من الكثرة بحيث لا تعد ولا تحصى في هذا البلد، أم أن أفرادها أو "الرؤوس الكبيرة" على وجه التحديد، يخرجون كل مرة "زي الشعرة من العجينة"، ويبدؤون مشروعا جديدا في وكر جديد، أو ربما في نفس الوكر القديم؟!الحق أنني لا أعلم، لكنني أشك- وبعض الشك بلا إثم- أن أمرا مريبا يحدث كلما تم القبض على عصابة من هذه العصابات لا يعلمه إلا علام الغيوب، بطبيعة الحال، أنا لا أتهم أحدا بشيء، لكنني أدعو وزير الداخلية- إن كان يشعر بما أشعر- أن يفتح تحقيقا جادا في هذا الأمر، لأنه يمثل مشكلة أمنية خطيرة إن تركت هذه العصابات ورؤساؤها يسرحون ويمرحون دون أن ينالوا عقابهم المستحق، ومن يدري، إلى أين ستصل الأمور مستقبلا، فقد تتوسع أشطة هذه العصابات ويتطور ذوق زبائنهم الكرام ويزداد الطلب على اللحوم المحلية، فيبدؤون بخطف البنات من مدارسهن، أو النساء من منازلهن ليتم حبسهن في هذه الشقق الجهنمية المظلمة كقلوب أصحابها، لتستباح أجسادهن الطاهرة لكل طالب متعة قذر همه قضاء حاجته الحيوانية دون أي اعتبار آخر؟!لن يستطيع أحد مهما حاول، أن يشعر بشعور الفتاتين الضحيتين اللتين فضلتا الموت في سبيل النجاة من أسر هؤلاء المجرمين الذين على ما يبدو لا يلقون عقوبة رادعة تتناسب مع مقدار الجرم الذي يرتكبونه، والأرجح أنهم يقضون عامين أو ثلاثة يتم تسفيرهم بعدها، ليعودوا بعدها بجوازات أخرى بأسماء مختلفة ليمارسوا إجرامهم من جديد!حقيقة... لا أرى حلا حاسما سوى في شن حملة كبيرة وموسعة للقضاء على هذه العصابات، وتطبيق عقوبة الإعدام على كل من ينضم إليها لكي يرتدع كل من تسول له نفسه القيام بمثل هذا العمل الحقير... ويكون تعليقه بحبل المشنقة عبرة لمن يعتبر من أصحاب الضمائر الميتة والقلوب المتحجرة الذين انتشروا في بلادنا، ونحن نسمع ونشاهد وكأننا لا سمعنا ولا شاهدنا، فالنار لم تصلنا بعد، لكنها قريبة جدا منا بكل تأكيد!
مقالات
الإعدام... هو الحل
03-08-2010