آمال من ثديها الأيسر يا غبي

نشر في 08-12-2009
آخر تحديث 08-12-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي مَن لم ينتفخ رصيده من الكتّاب والنواب في هذا العهد فلن ينتفخ بعده. ومن لم يحتلب "الناقة" هذه الليلة فلن يحتلبها غداً بعدما تغادر وتتوه في صحراء الظلام والصمت. وما أكثر المتسابقين على "الغبوق"، حليب الناقة المسائي، لكن بعضهم لفرط غبائه وقف ليحتلبها من جهتها اليمنى، فتضاحكَ عليه أصحاب الإبل وأطفالهم، وركلته الناقة برجلها احتقاراً، ولم يحظَ بما يبلّ ريقه.

ومن باب فعل الخير لا بد من تنبيه هؤلاء إلى أن الناقة لا تحترم من يحتلبها من جهتها اليمنى، والبعير لا يستسلم لمن "يعقله" أو يقيّده من يده اليمنى، فالإبل بمجملها "عسماوية"، مفتاح سرها الجانب الأيسر. لذا يقول أهل الإبل: يُعقل البعير من يده اليسرى أولاً، وتُحلب الناقة من جهتها اليسرى أولاً لتدرّ.

ولايزال بعض النواب يختبئ عن أعين المارة، لا يريد أن يبيّن موقفه. ينتظر وصول الحظ. والنائب دليهي الهاجري يختبئ خلف الستارة وساقاه ظاهرتان. لا حول ولا قوة إلا بالله. اطلع يا دليهي الله يحفظك. نعرفك من ساقيك... أما بقية نواب الصمت فلسوء حظهم لم يجدوا إلا بطانية صغيرة، راحوا يتجاذبونها بينهم، كلّ منهم يريد أن يخبئ تحتها وجهه... مشكلة.

ويا حسافة على النائب حسين الحريتي الذي حدثنا مستغرباً: "كيف يحكم القاضي (في إشارة إلى أنه قاضٍ سابق) قبل أن يستمع إلى مرافعتَي الطرفين، الطرف الذي يطلب السرية والطرف الذي يرفضها". وكأن القضية غير واضحة المعالم... لكن الحريتي بهذا التصريح كسبَ جولة في معركة الصراع على البطانية بينه وبين بقية نواب الصمت البطاطيني، وسحب الجزء الأكبر منها تجاهه. فالصراع على البطانية صراع حياة وموت.

أما كتّاب الحلْب الصامت، الذين اغتبقوا هنيئاً مريئاً، لكنْ لديهم قليل من الخجل، وذرة من الحياء، فتركوا الحدث الأكبر في الكويت اليوم، وهو استجواب رئيس الحكومة وثلاثة من وزرائه، وراحوا يتحدثون عن أنواع النمل. وهم الذين كانوا يتحدثون في السابق عن تفاصيل اللجان البرلمانية.

ولا أدري ما هو هذا الرابط العجيب بين رئيسي الحكومة والبرلمان، سمو الشيخ ناصر المحمد والسيد جاسم الخرافي، فـ"نواب الخرافي" هم ذاتهم "نواب الرئيس"، و"كتّاب الخرافي" هم ذاتهم "كتّاب الرئيس"، إلا ما ندر. يتبادلانهم في ما بينهما... تحتاج إلى ثلاثة نواب؟ حاضر، وأتمنى أن تعيدهم إليّ كما تسلّمتهم. وعند التسليم يتم الفحص الدقيق على الأذن والأنف والأسنان خوفاً على البضاعة من شدة الاستهلاك.

أما من الناحية الأخرى، فنشاهد المنادين بعلنية الاستجوابات يتمشون في الأسواق كاشفين رؤوسهم، و"الباجات" على صدورهم: "نطالب بالعلنية".

لذا، وحتى لا تتلخبط المسائل فتسقط من جيب التاريخ، أتمنى على شبابنا الحي، ممن يجيدون التعامل مع الإنترنت، أن يقوموا بجمع تصريحات النواب ومقالات الكتّاب، المؤيدين للعلنية والمعارضين، في موقع إلكتروني، تتم العودة إليه عند الانتخابات أو النقاش أو تقييم المواقف... على أن يُبيَّن أمام كل اسم، تاريخ إعلان موقفه، وقبل كم يوم من جلسة الاستجواب كان إعلانه... فقط للتاريخ. وشكرا مقدماً.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top