لقافة... مو أكثر

نشر في 12-05-2010 | 00:00
آخر تحديث 12-05-2010 | 00:00
 محمد راشد "وبعدين... وآخرتها... شنو تبون بالضبط"؟!

لا نعرف إلى متى تتواصل حلقات هذا المسلسل الممل و"الكريه" بين كتلتين متضادتين من نواب مجلس الأمة جعلتا الكويت حلبة لتناحرهما "المليق"، خصوصا بعد أن "ركنتا" مصلحة الكويت وشعبها على الرف، علماً أن المفترض بهما أن تكونا خط الدفاع الأول لصيانة وحماية الأمن الداخلي الذي بدأ ينزف بغزارة في الآونة الأخيرة من شدة الألم بشكل يوحي باحتضاره، فهذان الفريقان "يتصيدان" على بعضهما أي "زلة"... حتى إن كانت عدم احتساب ضربة جزاء لمصلحة برشلونة الإسباني!

الأمر البالغ الخطورة، أن كل جبهة باتت اليوم أكثر من أي وقت مضى مستعدة لسل السيوف وامتطاء أفضل خيولها والبدء بالتهليل والتكبير للهجوم على الطرف الآخر، ونحن هنا لا نبالغ كما يتخيل البعض، فهذه حقيقة لا يمكن نكرانها، ولنأخذ شبكة التجسس التي تم القبض عليها أخيراً كمثال حي على الحرب الضروس التي يعيشها بعض النواب ضد بعضهم، فما إن نُشر هذا الخبر في إحدى الصحف الزميلة حتى تحولت مجموعة من النواب ودون سابق إنذار إلى محامين، ومجموعة أخرى إلى وزراء للداخلية والخارجية والدفاع أيضاً، فوجدنا من يخوِّن مواطنين، وآخر يطالب بطرد السفير وقطع العلاقات، وغيرهما يدافع دفاعاً مستميتاً عن قضايا مازالت قيد التحقيق، وكأنه يعرف خبايا الأمور، متجاهلين بذلك دور الحكومة ووزرائها الذين يبدو أنهم وجدوا أنفسهم بلا عمل أو حقائب وزارية بعد سيطرة نوابنا الأفاضل عليها بمناسبة ومن دون مناسبة!

لست بصدد الدفاع عن الحكومة أو تقييم أدائها، فهذا أمر آخر، لكن يجب أن يعي النواب قبل غيرهم أننا في موقع جغرافي حساس، ويغلي على أعلى درجة، بحيث لا يسمح لنا بالمجاهرة بالعداء إن وُجد، خصوصاً أن الوضع من حولنا أشبه ببركان أيسلندا، إلا أن الفرق الواضح أن بركاننا لايزال ينتظر شرارة صغيرة ليثور، وهذا بالتأكيد لا يعني أن "نترك الحبل على الغارب"، ونغض الطرف عن خلايا نائمة هنا وهناك، وشبكات تجسس تعمل وفق أجندات خارجية لتسرح وتمرح كيفما تشاء، لكن ينبغي أن نترك للسلطة التنفيذية وحدها تحديد آلية العمل التي تراها مناسبة في مثل هذه الحالات الحرجة التي تمر بها البلاد، لأننا في الوقت الحاضر لم نعد نعرف النائب من الوزير إلا من "البشت" فقط، فالكل يصرّح، ويطالب، ويقرّر ماذا يجب أن نعمل؟ وماذا يجب أن نقول؟... وهنا مكمن الخلل الذي نعيشه منذ سنوات، لاسيما مع إصرار بعض النواب على تنصيب أنفسهم أوصياء على أبناء هذا الوطن المغلوب على أمره، فالكل يحاول أن "ينهش" منه كيف يشاء ووفق رؤيته الفردية فقط.

 

سؤال بريء:

ما الذي يمكن أن نطلقه على ممارسات بعض النواب خلال الفترة الأخيرة، بعد تدخلهم في كل شاردة وواردة، وتعمّدهم مع سبق الإصرار والترصد تقسيم المواطنين إلى فريقين متناحرين ومختلفين في كل شيء؟!

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

__________________

back to top