طبقات كادحة ورموز شعبية بسيطة في لوحات فيصل لعيبي
تقنيات فنية عالية في معرضه الأول بالكويت
في معرضه الشخصي الأول في الكويت، اختار فيصل لعيبي الطبقة الكادحة في العراق كعنصر أساسي في جميع أعماله، التي بدورها جسدت الحالة الاجتماعية الفنية المهيمنة على أسطحها.
افتتح أمس الأول معرض الفنان التشكيلي العراقي فيصل لعيبي في قاعة بوشهري للفنون، حضر الافتتاح نخبة من الفنانين التشكيليين والمهتمين ومجموعة من الضيوف، وضم المعرض 23 لوحة بألوان الإكريليك تعرض للمرة الأولى في الكويت.تميزت معظم الأعمال بشخوص متشابهة الملامح مع اختلاف مضمون كل لوحة، فقد حرص الفنان على تجسيد الطبقة الكادحة في بلاده كعنصر اساسي في جميع أعماله التي جاءت بعناوين مختلفة منها "بائع الفاكهة" و"الخياطة" و"المصور" و"الصياد"، وغيرها العديد من اللوحات التي حملت مجموعة من المهن التي جبلت عليها هذه الطبقة في العراق، اكسبت المعرض طابعاً مميزاً لاقى بدوره استحسان الحضور.القاشاني الإسلامي من اللافت تركيز الفنان على ادق التفاصيل في اللوحة من عناصر وارضيات وخلفيات بتقنية عالية، وبمساحات شاسعة وثقت المشهد الاجتماعي للبيئة العراقية، بأدق تفاصيل الحياة اليومية فيها، من رموز شعبية بسيطة واخرى اجتماعية مقتدرة، في حالة فنية يبدو انها شغوفة بانتمائها إلى تلك البقعة من الأرض، اكسبت المتلقي حالة فنية متأرجحة بين اندماج العنصر واللون، وصولاً إلى انصهار الشخوص بالفكرة المطروحة بحرفية مبهرة.تجدر الإشارة إلى ان الفنان استخدم في ارضياته البلاطات الملونة والقاشاني الإسلامي الشهير، بزخارف موحدة تكررت على شكل قطع سيراميك غطت ارضيات اللوحة بأشكالها الهندسية الإسلامية القديمة، والتي بدورها اضفت على اعماله طابعا شرقيا بحتا.وعن مشاركته الأولى من نوعها في الكويت اعرب لعيبي في تصريح خاص لـ "الجريدة" عن سعادته بالمشاركة في هذا المعرض الأول في الكويت، مشيراً إلى ان البلدين تربطهما علاقة اخوة ونسب، مؤكداً ان ما كان يتمناه قد تحقق من خلال هذه المشاركة. نبذة شخصيةولد الفنان فيصل لعيبي في مدينة البصرة - العراق، وهو حاصل على دبلوم رسم من معهد الفنون الجميلة بغداد، ودبلوم رسم من اكاديمية الفنون الجميلة- جامعة بغداد، ودبلوم رسم من مدرسة الفنون الجميلة العليا- باريس، ودبلوم الدراسات المعمقة من جامعة السوربون- باريس، وعضو جمعية الفنانين العراقيين، وعضو نقابة الصحافيين العراقيين، وعضو نقابة الصحافيين العالمية، صمم العديد من اغلفة الكتب الأدبية والدراسات الأكاديمية، وله كتابات عن الفن في الصحافة العراقية والعربية، وقد شارك لعيبي في العديد من المعارض، منها "النساء والشاعر" في بغداد و"الفاكهة المحرمة" و"الحب والحرب" و"آرابيسك" في ايطاليا، و"حالات" في الجزائر، و"كان يا ماكان" في المملكة المتحدة، اضافة إلى مشاركته في مجموعة معارض جماعية من عام 1962 إلى 2008 في بغداد وبروكسل ودمشق والمنامة وباريس وروما وميلانو وفلورنسا وفرار وكوبنهاغن وديترويت وشيكاغو وتكساس وهلنكسي وبرلين.