الخصخصة والكفاءة
![د. بدر الديحاني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1472378832591788600/1472378876000/1280x960.jpg)
علاوة على ذلك، فإن هناك شركات خاصة كانت خدماتها أفضل عندما كانت مملوكة للدولة مثل محطات التزود بالوقود، ليس ذلك فحسب بل إنها حملت الدولة أعباءً إضافية عندما خصصت نتيجة استغنائها عن العمالة الوطنية واستقدام عمالة رثة متدنية الأجور ما ساهم في زيادة اختلال التركيبة السكانية وغيرها من الأعباء!لذا، من المفترض أن تركز الحكومة في المرحلة القادمة على موضوع رفع مستوى كفاءة أداء القطاع العام وتخليص مؤسساته من "الشحم" البيروقراطي الزائد ومن التدخلات الحكومية المستمرة في عمله اليومي، وذلك من خلال الاتفاق مع إداراته على أهداف معينة يلتزم بتحقيقها ويقيَّم أداؤه بناءً على درجة تحقيقها، أو من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتوسيع قاعدة النشاط الاقتصادي للخاص مع بقاء الملكية العامة للأصول الإنتاجية، خصوصاً اذا ما أخذنا في الاعتبار أن الاقتصاد الكويتي هو اقتصاد ريعي يعتمد على مورد وحيد للدخل هو النفط، وأن القطاع العام سيظل، بالتالي، هو المحرك الرئيسي للدورة الاقتصادية، وإذا ما أخذنا في الاعتبار أيضاً محدودية السوق المحلي وخطورة بروز ظاهرة الاحتكار وتركز رأس المال، بالإضافة إلى أن القطاع الخاص لدينا هو قطاع صغير وضعيف وهش يعتمد بشكل كبير جداً على التسهيلات الحكومية ويعتاش على الإنفاق العام ولا يدفع أي نوع من أنواع الضرائب على الأرباح أو الدخل.أضف إلى ذلك أن القطاع التجاري لن يكون قادراً على تمويل شراء أصول المشروعات العامة الضخمة (في حالة الخصخصة أي نقل الملكية) لأنه دائماً يبحث عن الربح السريع والمضمون، وبالتالي فإنه لن يتحمل المخاطرة في تمويل مشروعات ضخمة قد لا تحقق ربحاً سريعاً، بل إنه سيبحث عن المشروعات التي تدر أرباحاً سريعة... وهنا فإنه من الأولى أن تبقي الدولة على هذه المشروعات ذات الربح المادي السريع والمضمون لأنه لا مبرر إطلاقا لتخليها عنها.