موظفو «القُصَّر» لـ الجريدة•: صحتنا في تدهور ولا حياة لمن تنادي
تفشي أمراض الحساسية والجهاز الهضمي واحمرار العين والأورام جراء بيئة العمل الموبوءة
تساءل عدد من موظفي الهيئة العامة لشؤون القصر: هل نسيت أو تناست ادارة "القصر" والمسؤولون عنها، المادة 15 من الدستور الكويتي التي تنص على "تعنى الدولة بالصحة العامة وبوسائل الوقاية والعلاج من الأمراض والاوبئة؟".
أكد عدد من موظفي الهيئة العامة لشؤون القصر تدهور الحالة الصحية لهم جراء بيئة العمل الموبوءة والمسببة للأمراض، بسبب أسقف مبنى الهيئة الحالي، مشيرين الى تقرير هيئة البيئة الذي يؤكد خطرها على الموظفين والمراجعين، وعدم استجابة ادارة القصر لهذا النداء وتأخرها في انشاء المبنى الجديد بدلا من الحالي المؤجر.وذكرت الموظفة في الهيئة (م.ف) انها تعاني افراز اجسام مضادة في الجسم الامر الذي ادى الى ظهور اورام في اليد نتيجة ازدياد نسبة الروموتويد، موضحة ان ما حدث لها لم يسبق ان عاناه احد من افراد اسرتها.وقالت ان الاطباء في المستشفى عزوا هذه الحالة الى وجود اجسام دخيلة عن طريق الجهاز التنفسي والهضمي ما ادى الى سريان الم اليد للقدم والاطراف الاخرى، مشيرة الى انها تعمل في الهيئة منذ 18 سنة وبدأت صحتها بالتدهور منذ اربع سنوات. واضافت ان بيئة العمل العامة في مبنى الهيئة غير صحية لتفشي الروائح الكريهة خارجه وداخله وضيق السعة المكانية، كاشفة عن وجود حشرات في المطابخ، و"طيلة الـ 18 عاما التي قضيتها في الهيئة الامراض تزداد ولا احد عبرنا، والخجل الاجتماعي يمنع الموظفين والموظفات من التصريح بالامراض علانية".وفي السياق نفسه، اوضحت الموظفة (ن.م) انها قضت 13 سنة عمل في الهيئة، وتعددت بها الامراض بشكل كبير ما اثار استغراب الاطباء المعالجين، مشيرة الى انها عانت في بادئ الامر اضطراب الطمث ومشاكل في الهضم حتى اكتشفت وجود ورم في الجسد تم استئصاله منذ 8 سنوات.واضافت " لم ألبث حتى ظهرت اورام اخرى في الرحم ادت الى استئصاله بشكل كلي"، موضحة انها عانت صداعا مزمنا في الفترة الاخيرة وبعد الكشف عليها تبين وجود بقعة سوداء في الرأس جهل الاطباء وجودها. ضيق تنفسولفت الموظف (خ.ح) الى انه يعاني ضيق التنفس منذ عام 1998 بنسبة 80 في المئة، مؤكدا انه لم يصب بهذا العارض الا بعد توظفه بالهيئة.وقال زميله "لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا، ونحن الموظفين ما بيدنا حيلة، لأن المسؤولين مرتاحون ونبقى نحن والمراجعون الضحية حيث ان الاسقف (يالله من فضلك!)". واشارت الموظفة (ف.ح) الى دخولها المستشفى 3 مرات عبر السنوات الست الماضية لتعاقب ازمات الربو عليها وتهيج الرئة في أوقات عادية بالسنة، مؤكدة ان مرضها غير منتشر في العائلة "والاطباء يفتقدون معرفة السبب الرئيسي".واكد موظف آخر ان حساسية الانف لديه تزيد في الفترة الصباحية بمجرد دخوله المبنى.سبب وراثيفي استطلاع اجرته "الجريدة" بالتعاون مع مجموعة من الموظفين ايد 84 موظفا وموظفة استبدال الاسقف والمبنى وامتنع 2 عن الخوض في هذا الامر، وأكد 50 في المئة منهم انهم يعانون امراضا متفرقة من غير سبب وراثي وبعد تعيينهم في الهيئة، وتحفظ 15 في المئة على نوعية المرض.