تحت عنوان "تعريفات لاذعة" خصص الأستاذ "منير عبود" فصلا ظريفا يتكون من 42 صفحة ليضمنه في مجلده الضخم "موسوعة الأمثال والحكم والأقوال العالمية"، الفصل يتعلق بتعريفات جديدة للأشياء لم نعهدها من قبل، وهي تثير في قارئها الضحك والبكاء والحيرة في آن واحد! ولا أدري كيف ومن أين استطاع الأستاذ منير جمع كل هذه التعريفات، فمعظم قائليها مجهولون لا يعرفهم أحد، لكنهم نطقوا بحكم غريبة عجيبة لا تخطر على البال! سأترككم لحظات مع عدد من التعريفات التي أعجبتني، ثم أعود لكم بعدها:

Ad

الناقد: رجل، لابد وأن يجد بعض السوء في أفضل الأشياء!

أحمر الشفاه: هو المداد الذي توقع به المرأة عقداً أول لشراء حرية الرجل!

الرأي العام: ما يظن الناس، أن الناس يظنونه!

الاقتصادي: خبير يعرف غدا، لماذا لم يحدث اليوم، ما تنبأ به بالأمس!

الحيوان: كائن حي، يستخدم عضلاته للتفاهم، بدلا من استخدام عقله!

التضخم: أن تكون مفلسا، وجيوبك مليئة بالنقود!

الرجل الناجح: هو الذي يكسب، أكثر مما تستطيع زوجته إنفاقه!

الدائن: إنسان يعطيك اليوم، يضربك غدا، ويفضحك بعد غد!

البخيل: رجل ينتحر جوعا، ليقتل ورثته بالتخمة!

الدبلوماسي: شخص يستطيع أن يقطع رقبة خصمه، دون أن يستخدم السكين!

الزوج المحترم: هو الذي يذكر عيد ميلاد زوجته، وينسى عمرها!

العظيم: شخص يعيش بين حاشية من الصعاليك!

الزوج: رجل فقد حريته بحثا عن السعادة!

المتشائم: شخص يخير بين شرين، فيختار الشرين!

اللباقة: أن تكذب على الآخرين، بالطريقة نفسها التي يكذبون بها عليك!

الفتاة: إنسان يصرخ إذا رأى فأرا، ويبتسم إذا رأى ذئبا!

البغبغاء: الكائن الوحيد، الذي يكرر ما يسمع، ولا يبالغ فيه!

الرجل المثالي: إنسان يجاهد مع المجاهدين في سبيل الوطن، ويجاهد مع المتزوجين في سبيل المعيشة!

الحياة: نصفها الأول يفسده الآباء، ونصفها الثاني يفسده الأبناء!

الرجل الشهم: هو الذي يحمي المرأة الضعيفة من كل رجل، إلا نفسه!

السخف: صفة كل قول، يرى المرء أنه يناقض قوله!

المحاضرات: دروس تحضرها النساء للتفرج على المحاضر، ويحضرها الرجال للتفرج على الحاضرات!

بالطبع... هذه التعريفات الطريفة ليست دقيقة أو واقعية، فهي تعبر عن وجهة نظر شخص واحد قررتها تجاربه وخبراته الشخصية، وليس بالضرورة أن تنطبق على الجميع، فكل منا يرى الأمور من زاويته الخاصة، ولعل هذا هو أجمل ما في فصول الكتاب المختلفة، إنها تعرض لك العديد من الآراء المختلفة عن أمر واحد، ومن يقرأها بتمعن يلاحظ أنها صواب في جزئية معينة وخطأ في جزئية أخرى!

 قارنوا مثلا بين من يقول عن الزواج إنه "المغامرة الوحيدة المتاحة للجبان" ومن يقول إن "من يعش عمره بغير زواج، يعيش عمره بغير فرح"... فكل منهما يعبر عن رؤيته الخاصة، ولا يمكن لنا بأي حال من الأحوال أن نعتبر أيا منهما مخطئا في حكمه، لأن كلا منهما عبر عن تجربته التي عايشها، وهو مصيب فيما يقوله عن نفسه، ومخطئ حين يعممه على الجميع.

 ولعلنا نستطيع أن نطبق هذا على باقي الأمور، فنحترم رأي الآخرين المبني على تجاربهم وثقافتهم وخبراتهم في الحياة، حتى إن اعتبرناه خطأ في أوله وآخره، وأن ما نظنه هو الصواب التام!

صباحكم ورد وفل وياسمين!