ما نتمناه هو أن يحرص النواب على نوعية نادرة من الوزراء يأتون في الأوقات العصيبة ليقدموا المبادرات والأفكار لتحريك الأمور في بلدنا المنهك، ونستذكر منهم بدر الحميدي وعادل الصبيح ونورية الصبيح والراحل أحمد الربعي وغيرهم.

Ad

أول العمود: «30 أغسطس يبرد آخر الليل بشكل محسوس»... أحلى خبر على لسان الفلكي عادل السعدون هذا الأسبوع.

***

الحملة التي يقودها بعض أعضاء مجلس الأمة ضد وزير الصحة وتهديده بالاستجواب بين الحين والآخر هو وطاقم وزارته في عز معمعة مواجهة مرض إنفلونزا الخنازير أمر مؤسف، وهو كمن يطلب إنزال مائدة من السماء في زمن انتهت فيه المعجزات، وحتى إن برر البعض بأن خلو الساحة من الأحداث يفتح شهية هذا النوع من النواب لإثارة أي موضوع دون النظر إلى العواقب، فذلك لا يعدو إلا كونه استهتارا بأمن وطمأنينة الناس.

ونقيس على ذلك بعض التصريحات اللامسؤولة التي رافقت إثارة قضايا عالقة بين الكويت والعراق، وكأن الكويت في مقاييس ميزان القوى دولة عظمى في المنطقة. صحيح أن العمل السياسي يتطلب من رواده أن يكونوا في قلب الحدث، لكن السياسي الحذق يتخير كلماته معن وتوقيتا.

نعود إلى وزارة الصحة وهو موضوعنا، فمنذ إبريل الماضي وهو الشهر الذي اكتشف فيه المرض عالميا بدأت الوزارة بإجراءات تستحق الإشادة، وليس التهديد بالاستجواب بدءا من سريان العمل بالكاميرات الحرارية في المطار، وفتح الخط الساخن رقم 123، وتقديم الدعم للمختبرات، واستحداث مختبرات جديدة، وتشكيل لجان تنسيق مع الجهات الوقائية والعلاجية لمتابعة التطورات، وحجز كميات من الطعوم العلاجية، وإنشاء غرف عمليات... وأخيرا مبادرة الوزير بدعوة وكلاء وزارات الصحة بدول مجلس التعاون للتباحث حول سبل السيطرة على المرض من خلال تبادل الخبرات، وهي خطوة مهمة ينتظر تحقيقها السبت المقبل حسب ما أعلن.

بالتأكيد نحن لا ندعو إلى عدم المساءلة والمراقبة، فتلك هي أدوات النواب تجاه أي قضية، لكن لنعطي الوزير وطاقمة الذي لم يكمل ربع السنة منذ توليه المنصب ليقوم بواجبه، خصوصا أنه وزير متخصص، وذو صفحة بيضاء وصاحب مبادرات طبية مهمة، كما هي الحال في تبنيه مشروع «بيت عبدالله» مع السيدة مارغريت حرمه، ومتطوعين ومسؤولين كبار في الدولة كان من نصيبهم اتهام بالتبشير!! هكذا مرة واحدة ومن دون خجل.

عزاؤنا أن الوزير هلال الساير سيعمل دون الالتفات للتهديد، وهو قد أكد ذلك، وما نتمناه هو أن يحرص النواب على نوعية نادرة من الوزراء يأتون في الأوقات العصيبة ليقدموا المبادرات والأفكار لتحريك الأمور في بلدنا المنهك، ونستذكر منهم بدر الحميدي وعادل الصبيح ونورية الصبيح والراحل أحمد الربعي وغيرهم... فلبعض النواب نقول راقبوا وتفاعلوا مع الأحداث لكن دون غلو.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء