طهران ترد على «قمة واشنطن» بمؤتمر لضبط الدول النووية «السائبة»

انطلقت طهران من هيروشيما وناغازاكي للفت انتباه المجتمع الدولي إزاء خطر الأسلحة النووية، في رسالة مزدوجة أظهرت أولاً العواقب المأساوية لهذه الأسلحة، وحصرت ثانياً أسبابها في الولايات المتحدة، الدولة الوحيدة التي استخدمت القنبلة الذرية.

فقد ردَّت إيران على قمة واشنطن النووية التي هدفت إلى ضبط المواد النووية "السائبة" في العالم، بمؤتمر هدف إلى ضبط الدول النووية "السائبة"، التي لا تخضع لمعاهدة "حظر الانتشار النووي" وقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بل تخضع هذه الأخيرة لـ"رغباتها"، وتحديداً الولايات المتحدة وإسرائيل.

وافتتح مؤتمر "نزع الأسلحة النووية ومنع انتشارها" بهجوم حاد على الولايات المتحدة، إذ دان المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي، في كلمة ألقاها نيابة عنه مستشاره علي أكبر ولاياتي، "أكاذيب" واشنطن، معتبراً أن "المجرم النووي الوحيد في العالم يكذب ويقدِّم نفسه على أنه يعارض انتشار الأسلحة النووية، في حين أنه لم يتخذ أي قرار جدي في هذا الشأن".

وشنّ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أعقبت كلمة خامنئي، هجوماً على الولايات المتحدة واتهمها بأنها "استفادت من الطاقة النووية بشكل كبير، إلا أنها تهدِّد الآخرين في حال استخدامها".

وقال نجاد: "هناك 20 ألف رأس نووي في العالم، ونصف هذا العدد تقريباً موجود في الولايات المتحدة". وأضاف: "شعار نزع السلاح النووي لم يتحقق بعد، كما أن منظمة الأمم المتحدة أصبحت أداة في يد دول تمتلك هذا السلاح وليست منظمة عالمية". ورأى أن "الوكالة الدولية بدلاً من أن تحاسب الدول، للأسف الشديد هي الآن وسيلة في يد أولئك الذين يمتلكون السلاح وتحاول أن تغطي عوراتهم".

وحضر المؤتمر الذي يختتم أعماله اليوم، ممثلون عن نحو 60 دولة، بينهم وزراء خارجية ثماني دول هي سورية والعراق ولبنان وسلطنة عمان وأرمينيا وتركمانستان وإفريقيا الوسطى وسوازيلاند، إضافة إلى نواب وزراء خارجية روسيا وقطر والإمارات العربية المتحدة والمساعد الخاص لوزير الخارجية الصيني، فضلاً عن رئيس "منظمة المؤتمر الإسلامي" أكمل الدين إحسان أوغلو وممثلين عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمم المتحدة، بالإضافة إلى مندوبين من كيانات دولية ومنظمات غير حكومية.

وبينما بدا أن هناك تركيزاً من قبل طهران، على حجم الحضور، خصوصاً أن المؤتمر يحمل رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن البرنامج النووي الإيراني سلمي، كان لافتاً التمثيل العربي الضعيف نسبياً، علماً بأن مصادر مطلعة ذكرت

لـ"الجريدة" أن طهران سعت إلى تأمين حضور خليجي كامل، لكنها لم تلق تجاوباً.

ولم يتمكن العديد من وزراء الخارجية من الوصول إلى طهران للمشاركة في المؤتمر، وذلك بسبب سحب الغبار البركاني التي نجمت عن ثورة بركان أيسلندا، وشلَّت حركة النقل الجوي في أوروبا. وأعلنت الخارجية الإيرانية أن وزراء خارجية السنغال والاكوادور وإندونيسيا وكوبا سيصلون اليوم.