رحم الله الشيخ سعد العبدالله الذي تصادف اليومَ ذكرى وفاته ورحيله عنا بعد معاناة مع المرض... كان -رحمه الله- شخصية مميزة عبر مسيرة حياته السياسية منذ كان مفاوِضاً في لجنة صياغة الدستور، مروراً بحمله لحقيبتي الداخلية والدفاع، وتوليه ولاية العهد ورئاسة الوزراء، حتى احتلال الكويت ثم تحريرها وإعادة إعمارها.

Ad

في رحلة العطاء تلك اختلف كثيرون معه ووافقه آخرون، واستغل البعض طيبته وسماحته، لكنه في كل الأحوال كان يتحلى بسعة صدر وصبر ليس لهما مثيل، وتحمل هموماً كثيرة على حساب صحته، وكان هو والمرحوم الشيخ جابر الأحمد يكمل أحدهما الآخر ولكلٍّ منهما منزلة عند الآخر يذكرها كل مَن عاصرهما أو عمل معهما. وحين داهمه المرض كان سمو الشيخ صباح الأحمد عونا له، فحمل أعباء مسؤوليته في إدارة السلطة التنفيذية.

وكان سموه -حفظه الله- رافضاً رفضاً قاطعاً للدعوات التي كانت تنادي بضرورة تنحيه، وكان يقول دائماً: «بدلاً من هذه الدعوات لماذا لا تدعون له بالشفاء؟».

كان لهؤلاء الثلاثة الكبار (رحم الله الأمير الوالد وأمير القلوب وأطال الله في عمر صاحب السمو) بصمات واضحة في مسيرة الكويت السياسية والاقتصادية لأكثر من أربعة عقود، وبكل الاختلاف والاتفاق لا يملك المرء إلا أن يستذكر مسيرة الراحلَين بكل العرفان والتقدير وهو أقل ما يمكن أن يقدم لهما، أو يقال في حقهما.


* خصخصة إسلامية

أطرف ما في سجالات قانون الخصخصة ذلك الاقتراح الذي ألزم القانون أن تكون الخصخصة وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، كيف؟ لا أدري، وهل هناك خصخصة مسيحية، وأخرى يهودية؟ وهل سيلزم هذا الشركات عدمَ الاقتراض من البنوك الربوية واللجوء إلى نظام المرابحة؟ وإذا تمت الشراكة مع أي شريك أجنبي فهل المطلوب منه إشهار إسلامه أولاً؟!
نخشى أن يكون الاقتراح مجرد براءة ذمة وتبرير للبعض للتصويت تأييداً للقانون.

والسؤال الأخير الذي يبقى قائماً هو كيف يبرر بعض النواب الذين صوتوا مع خطة التنمية رفضهم للخصخصة وهي كانت متضمنة في الخطة أصلاً؟!