ريتا برصونا: سأصبح أماً وأبتعد عن التمثيل لفترة
بعد شقّ طريقها بثبات في عالم التمثيل، تخوض ريتا برصونا تجربة الكتابة للمرة الأولى عبر مسلسل «الحب الممنوع» الذي يُعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، صوّرت فيه بواقعية العلاقة التي تربط الفنانة والسياسي والتي تشكّل على الدوام إشكالية يعتبرها البعض أنها قدر محتوم، في حين يصفها البعض الآخر بغير المتكافئة نظراً إلى ظروف الطرفين.
حول تجربتها الكتابية الأولى وجديدها، كانت الدردشة التالية مع ريتا.
حول تجربتها الكتابية الأولى وجديدها، كانت الدردشة التالية مع ريتا.
كيف تقيّمين تجربتك الأولى في الكتابة؟
بدأت كتابة «الحب الممنوع» منذ خمس سنوات تقريباً وكان بمثابة تحدٍّ بالنسبة إلي واختبار لقدراتي في كتابة السيناريو، كتبت أربعة مشاهد وعرضتها على الكاتبين منى طايع وشكري أنيس فاخوري، فشجّعاني على المتابعة، هكذا أتممت الحلقات في أوقات فراغي نظراً إلى ارتباطاتي التمثيلية في أعمال درامية. في ما بعد اطلع القيمون على شركة «مروى غروب» على القصة فأعجبوا بها واشتروا مني المسلسل.من أين استمدّيت الأحداث؟من الواقع الممزوج بالخيال أحياناً. تجسّد سالي، مثلاً، شخصية الفتاة المكبوتة، التي تعاني فقدان الحوار بينها وبين أهلها، وهي موجودة في المجتمعات العربية. كذلك أردت من خلال شخصية المجنون تسليط الضوء على ذوي الحاجات الخاصة الذين يرزحون تحت معاناة كبيرة.كيف استطعت رسم صورة حقيقية وواقعية لتلك الشخصيات المعقّدة؟أجريت أبحاثاً حولها وزرت مراكز تُعنى بها بهدف تقديمها بالشكل المناسب. صوّرت في المسلسل علاقة السياسي بالفنانة، مع الإشارة إلى انحيازك للفنانة، لماذا؟لأنني أردت دحض الأقاويل التي تروَّج حول الفنانات ومفادها ألا حدود لحرّيتهن، فأنا ممثلة ومشهورة وأعيش حياتي بحرية لكن ضمن ضوابط. كذلك أردت إثبات أن الفنانات محافظات أكثر من الفتيات اللواتي يحاول الأهل وضعهنّ في قمقم، وما إن تسنح لهن الفرصة يرتكبن أسوأ التصرّفات. كل شيء نابع من أخلاق الإنسان وتربيته، والإنسان الواعي يستعمل حريته بالطريقة الصحيحة. شخصياً أعرف فنانات يتمتّعن بأخلاق عالية، ليس الفن ليالي ماجنة وعلاقات مشبوهة، بل موهبة وتعب ومثابرة.هل تجدين أن من السهل اللقاء السياسة والفن؟نعم، لأنهما تحت دائرة الضوء والشهرة، ولأن ثمة أجواء خاصة تجمعهما، ولأن المجتمع بطبيعته يسهل الأمور سواء بالنسبة إلى الفنان أو السياسي.ما هدفك من طرح هذه الفكرة؟أن أثبت ألا مجال للحب الجدي بينهما، فالمجتمع لا يتقبّل السياسي الذي يرتبط بفنانة، لأنه يعتبر أن الفن «طق حنك» بينما السياسة أكثر جديّة، بالإضافة إلى أن السياسيين في غالبيتهم يتحدّرون من عائلات برجوازية، فيما الفنانات يتحدّرن من عائلات عادية وصنعن شهرتهن بأنفسهن، وهذا أمر واقع لا يمكن نكرانه. هل وقعت مشاكل بينك وبين الأمن العام لناحية حذف بعض المشاهد؟بطبيعتي كممثلة أعرف الحدود الحمر التي لا يسمح الأمن العام بتخطّيها وحرصت على ذلك في كتابة المسلسل، إلا أن نصّي لم يسلم من الحذف، وبقيت مشكلة عائلة فاخوري التي ينتمي إليها السياسي في المسلسل عالقة حتى اللحظة الأخيرة، لأن هذه العائلة موجودة فعلاً على أرض الواقع وتتعاطى السياسة...وماذا عن زواريب السياسة اللبنانية، هل دخلتها؟تجنّبتها قدر الإمكان، لأن هدفي من الكتابة ليس أن «ألطش» أحد السياسيين أو أتحيّز لفئة ضد أخرى، بل تسليط الضوء على الحبّ الذي يجمع الفن بالسياسة.هل أنت راضية عن أصداء المسلسل؟جداً. حظيت تجربتي الكتابية الأولى باهتمام الناس والصحافة التي أنصفتني، أفرح حين يعبّر لي الأشخاص الذين ألتقيهم في حياتي اليومية عن إعجابهم بالمسلسل، وهذا أمر بغاية الأهمية لأنه دليل على أن المشاهد لم يملّ من المسلسل وأن الحوار والأحداث قريبان من واقعه، فأنا قصدت الابتعاد عن الشعر والنثر في الحوار، وجاء إخراج فيليب أسمر رائعاً ومجنوناً مثلي وبعيداً عن الفلسفة والتعقيد.كيف تقيّمين أداء الممثّلين في «الحب الممنوع»، خصوصاً نيكول سابا وباميلا الكيك؟لم تفاجئني باميلا وكنت واثقة بأنها ستؤدي الدور بالطريقة الصحيحة، لكني فوجئت بنيكول التي تدخل للمرة الأولى إلى الدراما اللبنانية باللهجة العامية، فاكتشفت أنها ممثلة محترفة قرأت النص بشكل صحيح وحاولت ترجمته بالشكل المطلوب. أما باسم مغنية فيملك نضوجاً أكبر ويطبَّق عليه المثل القائل «واثق الخطوة يمشي ملكاً».ماذا عن جديدك في مجال الكتابة؟أكتب مسلسلاً جديداً عنوانه «ذكرى»، أنجزت منه أربع حلقات لغاية اليوم، المشكلة أنني بطيئة في الكتابة (تضحك).وعن التمثيل؟ أصبح أماً قريباً، لذا سأبتعد عنه لفترة.