النفط والطاقة: الماضي لـ الجريدة•: الاستحواذ على قطاع الصناعات البلاستيكية في «جنرال إلكتريك» بـ 11.6 مليار دولار يسهل نقل التقنية إلى السعودية

نشر في 15-06-2010 | 00:01
آخر تحديث 15-06-2010 | 00:01
مفاوضات بين الشركات الخليجية لاغتنام فرص التعاون ودعم صناعة البتروكيماويات في المنطقة
أكد نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) المهندس محمد الماضي أن مستقبل صناعة البتروكيماويات يحمل الكثير من التحديات، والشركات التي ستتمكن من مواجهة تلك التحديات هي التي ستحتل الريادة، موضحاً أن من أهم هذه التحديات كفاية استخدام رأس المال، والتشغيل الفائق الجودة، والنفاد إلى الأسواق، والحصول على المواد الخام بتكلفة مناسبة، واستقطاب الموارد البشرية المميزة وتطويرها بشكل مستمر، وقال الماضي في حوار شامل لـ "الجريدة" إن خطة "سابك" 2020 تمثل قفزة نوعية في مسيرة الشركة في ظل التحديات الجسيمة التي يشهدها الاقتصاد العالمي بوجه عام، والصناعات البتروكيماوية بصفة خاصة، مشيرا إلى أن هذه الخطط تضمنت دراسات مستفيضة للتوجهات العالمية والتغيرات المحتملة، وظروف السوق وما يحيط بها من مؤثرات اقتصادية وسياسية. وأشار الماضي إلى أن التنسيق بين دول الخليج العربية في مجال الصناعات البتروكيماوية قائم منذ زمن، مدللا على ذلك بقيام شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك) في مملكة البحرين برؤوس أموال مشتركة بين كل من "سابك" والبحرين والكويت، قائلا: إن تأسيس الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات (جيبك) يعكس رغبة أعضائه، الذين يمثلون نخبة كبيرة من الشركات البتروكيماوية والكيماوية الخليجية، في التواصل في ما بينهم، وتبادل المعارف والخبرات بهدف تطوير وتنمية وازدهار هذه الصناعات، وتعزيز التجارة الحرة والمنافسة النزيهة. وفي ما يتعلق بصفقة شراء قطاع الصناعات البلاستيكية من شركة جنرال إلكتريك الأميركية، الذي يعمل الآن بمسمى شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة، قال الماضي إن الشركة تمثل خطوة منسجمة مع استراتيجية النمو في إطار مشروع 2020، وتحقيق رؤية الشركة للمدى البعيد، وإضافة العديد من الميزات، منها تحقيق المزيد من التنوع والابتكار ضمن المنتجات التي تقدمها "سابك" إلى زبائنها، وامتلاك مصانع ومكاتب مبيعات جديدة في الأميركيتين، وأوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، مؤكدا أن هذه الصفقة تشكل قاعدة صلبة لتعزيز نمو أعمال "سابك" في أسواق عالمية جديدة، واكتساب المزيد من الخبرات الواسعة في مجال صناعة البلاستيكيات الهندسية المبتكرة العالية الأداء، والاستحواذ على تطبيقات تقنية متقدمة في مجال صناعة البلاستيكيات المبتكرة، إلى جانب مراكز أبحاث تطوير هذه التقنيات حول العالم... وإليكم تفاصيل الحوار.

• بداية نود التعرف على الخطط المستقبلية لسابك؟ وكيف ستكون من أكبر ثلاث شركات في العالم، ومتى تتوقعون الوصول إلى هذا المركز؟

- تطبق "سابك" المشروع الاستراتيجي (سابك 2020)، الذي يستهدف تحقيق رؤيتها لتصبح الشركة العالمية الرائدة المفضلة في مجال الكيماويات، واحتلالها مركزاً قيادياً في هذا المجال خلال الأعوام العشرة القادمة، وكذلك تطوير الكوادر البشرية، وتحويلها إلى قوة تنافسية للمدى الطويل من خلال تبني مبدأ "ديمومة التعلم"، والتوسع في المنتجات الحالية التي تتمتع فيها الشركة بقدرة تنافسية من خلال تصميم وإنشاء الجيل الجديد من المشاريع البتروكيماوية المتكاملة في المملكة، وصولاً إلى أعلى درجات الكفاية المثلى لتعويض نقص اللقيم الخفيف ودخول عالم صناعة المواد المتخصصة ذات القيمة المضافة الأعلى لأول مرة، والتوسع في إنتاجها.

ويحمل المستقبل لصناعة البتروكيماويات الكثير من التحديات، وستحتل الريادة الشركات التي ستتمكن من مواجهة تلك التحديات، ومن أهمها كفاية استخدام رأس المال، والتشغيل فائق الجودة، والنفاد إلى الأسواق، والحصول على المواد الخام بتكلفة مناسبة، واستقطاب الموارد البشرية المميزة وتطويرها بشكل مستمر.

ونحن من خلال منظورنا الاستراتيجي، نعتقد أن لدينا تصوراً واضحاً للمستقبل، وقد قمنا في ضوئه بوضع آلية محددة ودقيقة لترجمته إلى خطط على مستوى وحدات العمل، ومن ثم إلى خطط سنوية وميزانيات تقاس بشكل دوري بواسطة مؤشرات الأداء.

تمثل خطة "سابك 2020" قفزة نوعية في مسيرة الشركة، في ظل التحديات الجسيمة التي يشهدها الاقتصاد العالمي بوجه عام، والصناعات البتروكيماوية بصفة خاصة، وقد تضمنت هذه الخطط دراسات مستفيضة للتوجهات العالمية والتغيرات المحتملة، وظروف السوق وما يحيط بها من مؤثرات اقتصادية وسياسية.

وقد بدأنا فعلاً تطبيق الخطة، إلى جانب إتمام عمليات التكامل بين جميع قطاعات "سابك" حول العالم بالصورة التي تحقق التشغيل الأمثل لجميع وحدات الإنتاج، والتنسيق التام بين العمليات اللوجستية من خلال مشروع سلسلة الإمدادات (إمداد) الذي يعمل على تطوير العمليات التسويقية والمبيعات لجميع منتجات الشركة.

 

التنسيق الخليجي للبتروكيماويات

• صناعة البتروكيماويات متشابهة في دول الخليج، فهل هناك تنسيق بين دول الخليج حول هذه الصناعة خاصة أن تكاليف الاستثمار باهظة؟

- التنسيق بين دول الخليج العربية في مجال الصناعات البتروكيماوية قائم منذ زمن، ودليل على ذلك قيام شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك) في مملكة البحرين برؤوس أموال مشتركة بين كل من "سابك" والبحرين والكويت، وقد جاء تأسيس الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات (جيبك) ليجسد ذلك، ويعكس رغبة أعضائه الذين يمثلون نخبة كبيرة من الشركات البتروكيماوية والكيماوية الخليجية في التواصل في ما بينهم وتبادل المعارف والخبرات، بهدف تطوير وتنمية وازدهار هذه الصناعات، وتعزيز التجارة الحرة والمنافسة النزيهة.

ويسعى هذا الاتحاد إلى تبني مواقف مشتركة حول القضايا المتعلقة بالصناعة، بحيث تشكل هذه المواقف أساس عمل الاتحاد في تمثيل مصالح الأعضاء في المنطقة وخارجها، وتوحيد الجهود وتعزيز دور تلك الصناعات، ووضع السياسات الملائمة لتعظيم الفائدة منها وإثراء التعاون الإقليمي.

 وعلى المستوى الحكومي، سعت دول الخليج العربية إلى تعزيز الاستثمارات المتبادلة بإنشاء السوق الخليجية المشتركة، التي عملت على تسهيل إجراءات تملك الشركات الخليجية أو الاندماج في ما بينها، أو تأسيس شركات وتملك عقارات لإنشاء مشاريع في أي من دول الخليج الأخرى، وهناك مشاورات ومفاوضات مستمرة بين الشركات الخليجية تباركها الحكومات لاغتنام فرص التعاون لدعم صناعة البتروكيماويات في المنطقة، وبالطبع لابد أن تكون هذه المشاريع ذات جدوى اقتصادية كبيرة تعود بالفائدة على جميع الجهات المشاركة.

 • أسهم "سابك" انخفضت قيمتها بشكل ملحوظ، فما أسباب هذا الانخفاض؟

- تخضع الأسهم لمعايير وأساليب تقويم متعددة، تختلف باختلاف توجهات وأهداف المتداولين، لذا نرى بشكل دائم تقويمات سعرية مختلفة للسهم، ونحن في "سابك" نلتزم الشفافية تجاه مساهمينا، وكذلك الحياد إزاء سوق الأسهم، مدركين أن آليات السوق ممثلة في العرض والطلب هي التي تحكم سعر التداول.

«سابك» والتجارة العالمية

 

• ذكرتم أن انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية يأتي لمصلحة (سابك)... كيف؟

- كما هو معلوم فإن الهدف الرئيسي لإنشاء منظمة التجارة العالمية هو تحرير التجارة، وإلغاء المعوقات التي تفرضها بعض الدول على وارداتها. لذلك يحقق انضمام المملكة إلى المنظمة للشركات السعودية- ومن ضمنها "سابك"- الاستفادة من فتح الأسواق وإزالة القيود أمام صادراتها، كما ان من ميزات ذلك أيضاً المشاركة في المفاوضات التجارية المستقبلية (بالتنسيق مع وزارة التجارة والصناعة)، وضمان عدم انعكاس نتائجها سلباً على أنشطة "سابك"، كذلك فإن العضوية تضمن معاملة الدول الأعضاء في المنظمة لصادرات "سابك" نفس معاملتها لمنتجاتها المحلية، ولمنتجات الدول الأعضاء في المنظمة.

 • ماذا قدمت صفقة شراء قطاع الصناعات البلاستيكية من شركة جنرال إلكتريك الأميركية، الذي يعمل الآن بمسمى "شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة"، وهل مبلغ الصفقة 11.6 مليار دولار مبالغ فيه كما أشاع البعض؟

- يمثل هذا القطاع رافداً جديداً للتكامل مع استثمارات "سابك" المحلية، وخطوة في الاتجاه الصحيح لتحقيق أهدافها الاستراتيجية الرامية إلى إثراء دورها في خطط وبرامج التنمية الوطنية، كما انها خطوة بالغة الأهمية لتحقيق رؤية "سابك" بأن تصبح الشركة الرائدة العالمية المفضلة في مجال الكيماويات.

 وتعد "سابك للبلاستيكيات المبتكرة" مورداً عالمياً للراتنجات البلاستيكية المستخدمة على نطاق واسع في صناعة أجزاء السيارات، ومعدات الرعاية الطبية، والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، ووسائط النقل، ومستلزمات التعبئة والتغليف، والبناء والإنشاءات، والاتصالات، وتطبيقات الوسائط الإعلامية البصرية، وتتولى الشركة صناعة راتنجات بلاستيكية عديدة مثل البولي كربونات، والإكرونيترايل ستايرين بيوتاديين، والبولي فينيلين إيثر، وترفتالات البولي بيوتيلين والبولي إيثرامايد، وهي منتجات يجري تسويقها تحت علامات تجارية مثل الليكسان، والألتيم، والفالوكس، والجيلوي، والنوريل، بالإضافة إلى مركبات بلاستيكية أخرى متعددة وذات أداء عالٍ متميز.

ويتولى قسم الأفلام والرقائق البلاستيكية المتخصصة في الشركة صناعة ألواح الليكسان ومنتجات الأفلام عالية الأداء المستخدمة في آلاف التطبيقات حول العالم، كذلك يتمتع قسم المنتجات المستخدمة في صناعة أجزاء السيارات، بخبرات عريقة وميزة تنافسية عالمية في هذا المجال، وهو مورد عالمي يقدم أفضل الحلول لأجزاء السيارات.

وتمثل الشركة الجديدة خطوة منسجمة مع استراتيجية النمو في إطار مشروع 2020، وتحقيق رؤية الشركة للمدى البعيد، وإضافة العديد من الميزات، منها على سبيل المثال لا الحصر تحقيق المزيد من التنوع والابتكار ضمن المنتجات التي تقدمها "سابك" لزبائنها، وامتلاك مصانع ومكاتب مبيعات جديدة في الأميركيتين، وأوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتشكيل قاعدة صلبة لتعزيز نمو أعمال "سابك" في أسواق عالمية جديدة، واكتساب المزيد من الخبرات الواسعة في مجال صناعة البلاستيكيات الهندسية المبتكرة عالية الأداء، والاستحواذ على تطبيقات تقنية متقدمة في مجال صناعة البلاستيكيات المبتكرة، إلى جانب مراكز أبحاث تطوير هذه التقنيات حول العالم، الأمر الذي يلبي طموحات "سابك" ومواصلة التوسع والنمو للمدى البعيد، تتويجاً لاستثماراتها، السابقة بالاستحواذ على قطاع الصناعات البتروكيماوية الذي كان عائداً لشركة "دي إس إم" الهولندية، ومجمع شركة هنتسمان الأوروبية لصناعة الكيماويات الأساسية والبوليمرات بالمملكة المتحدة.

فضلاً عن ذلك فإن الاستحواذ على قطاع الصناعات البلاستيكية في شركة جنرال إلكتريك يعزز منتجات سابك البلاستيكية، ويسهل نقل التقنية إلى المملكة، ويهيئ آفاقاً رحبة أمام الصناعات التحويلية الوطنية، ويفتح لها أبواباً واسعة لدخول مجالات جديدة تمثل قيمة مضافة عالية إلى الصناعات السعودية التحويلية، وتمكن قطاعنا الصناعي بشقيه الأساسي والتحويلي من رفع نسبة إسهامه في الناتج المحلي الإجمالي، وتحسين ميزان المدفوعات، ودعم الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره، هذا إلى جانب تهيئة مزيد من الفرص الوظيفية للعناصر الوطنية.

• ما توقعاتكم لأرباح "سابك" في الربع الثاني من عام 2010؟

- أنظمة هيئة سوق المال السعودي تمنع الإدلاء بأي تعليق عن نتائج الشركات المالية من جانب مسؤوليها حتى إعلانها بشكل رسمي، أما عن أداء الشركة إنتاجياً وتسويقياً وتقنياً فهو في صعود ولله الحمد.

• يرى البعض أن صناعة البتروكيماويات مبعثرة، حيث إنها موزعة إلى عدة أقطاب في المملكة، منها "سابك"، أرامكو، الهيئة الملكية، والمدن الصناعية، فما تعليقك؟

- إن عناية هذه الجهات جميعاً بصناعة البتروكيماويات تشكل منظومة تكاملية تقود الصناعة إلى مزيد من التقدم والازدهار، فأرامكو السعودية تزود الصناعات البتروكيماوية بمتطلباتها من اللقيم، والهيئة الملكية للجبيل وينبع معنية بتقديم أحدث تجهيزات البنية الأساسية، والمدن الصناعية زاخرة بالمقومات التي تمثل مناخاً مشجعاً للاستثمارات الصناعية.

أما إذا كنت تقصد دخول "أرامكو السعودية" مجال الصناعات البتروكيماوية، فهذا أمر طبيعي ومتوقع وله مبرراته الاقتصادية، حيث تتطلب مصافي "أرامكو السعودية" الجديدة إنشاء بعض الخطوط لإنتاج البتروكيماويات بهدف توفير عوائد مناسبة على الاستثمار لامتصاص التقلبات الحادة لأسعار المكررات البترولية.

 

تشبع الأسواق

 

• دخول العديد من المصانع الخليجية مرحلة الإنتاج وإحداث فائض في العرض، هل لديكم مخاوف بهذا الشأن ولماذا؟

- تشبع الأسواق يكون نتيجة طبيعية ومتوقعة خلال الدورة الاقتصادية، فعند ارتفاع أسعار المنتجات يهرع كثير من الشركات لزيادة الطاقات الإنتاجية، ما يؤدي إلى زيادة المعروض وتشبع الأسواق، كما تأتي الطاقات الإنتاجية الحديثة بقدرة إنتاجية عالية في وقت قصير، مما يسبب التشبع السريع للأسواق، غير أن آليات السوق كفيلة بحل تلك المشكلة، فعند تشبع الأسواق تنخفض اِلأسعار وتنخفض معها الهوامش الربحية، ويؤدي ذلك إلى خروج المنتجين ذوي التكلفة المرتفعة على مستوى العالم، لينخفض بعدها العرض، ويعود السوق إلى توازنه من جديد.

• ما طموحاتكم لشركة سابك؟

- طموحاتنا أن تصبح "سابك" الشركة العالمية الرائدة المفضلة في مجال الكيماويات، وأن تواصل تقدمها بين كبريات الشركات العالمية القيادية، كما نطمح إلى مواصلة تنمية الكوادر البشرية، وتحويلها إلى قوة تنافسية للمدى الطويل، كذلك التوسع في إنشاء الجيل الجديد للمشاريع البتروكيماوية المتكاملة في المملكة وصولاً إلى أعلى درجات الكفاية.

معوقات البتروكيماويات في المملكة

 

• ما معوقات صناعة البتروكيماويات في المملكة؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟

- لقد أسهم التشجيع المتواصل من حكومة خادم الحرمين الشريفين ومختلف قطاعات الدولة في بناء ونمو الصناعات البتروكيماوية، لكن صغر حجم السوق المحلي بحكم حجم عدد السكان، ومحدودية الصناعات التحويلية يجعل الشركات المنتجة عرضة لتقلبات العرض والطلب العالمي، وهذا العائق الطبيعي يتوقع له الزوال مع الزمن، حيث إن النمو السريع لعدد السكان في المنطقة قادر على زيادة حجم الاقتصاد المحلي في فترة قصيرة نسبياً، لتتمكن المنطقة بعدها من  بناء قطاع صناعي تحويلي يضمن وجود سوق محلي قادر على استيعاب المنتجات البتروكيماوية المحلية، والإسهام بدور متنام في الناتج الإجمالي وتعظيم القيمة المضافة.

 • يعد نقص الغاز معوقاً رئيساً لصناعة البتروكيماويات، فهل تعاني الصناعة لديكم نقصاً في الغازات اللازمة؟

- تتبنى "سابك" خططاً استراتيجية لتحقيق النمو المتواصل، الأمر الذي يتطلب زيادة مطردة من اللقيم سواء كان من الغازات أو النافثا، وقد أعلنت الوزارة في عدد من المناسبات أن "أرامكو السعودية" ستدشن عدداً من وحدات إنتاج الغاز الحديثة خلال السنوات الثلاث القادمة، ونحن متفائلون بأن تكون لسابك حصة مناسبة من إنتاج هذه المشاريع لتلبية خططها وتوسعاتها الإنتاجية.

كما أود الإشارة أيضاً إلى أن نمو إنتاج "سابك" سيعتمد كذلك على المنتجات المتخصصة، التي ستستخدم منتجاتها لقيماً.

 

الاندماجات البتروكيماوية

• هناك دراسة تقول إن الأيام القادمة ستشهد اندماجاً واستحواذاً في قطاع البتروكيماويات، فما رأيكم وما الأسباب؟

- ربما تكون الاندماجات أكبر لولا وجود أزمة ائتمان عالمية من جراء تخوف البنوك من أوضاع الاقتصاد العالمي. إن اقتران الركود الاقتصادي بالأزمة المالية وتفاقم مشكلة ديون أوروبا يضعف فرص الاندماجات، إلا للشركات التي ستعتمد على ملاءتها المالية، أو الاندماج مع شركات صغيرة في ظل تكلفة محدودة.

كيف واجهت «سابك» الأزمة المالية العالمية؟

قال الماضي إن "سابك" عملت على زيادة حصصها في الأسواق العالمية، خاصة الناشئة منها، كما سعت إلى إبرام المزيد من العقود طويلة الأجل التي ضمنت مستوى طيباً من المبيعات، لاسيما مع تصاعد إنتاجية مشاريع الشركة وتوسعاتها الجديدة.

وقد عززت ذلك بتطبيق مشروع سلسلة الإمدادات (إمداد) من حيث تطوير العمليات اللوجستية، وانسيابها بشكل سلس وبأقل التكاليف.

كذلك دأبت "سابك" على ابتكار طرق ووسائل لخفض تكاليف الإنتاج  وتطوير سبل التشغيل الأمثل للمشاريع، وانتهاج خطط منظمة لتعظيم الربحية قائمة على ظروف السوق، مثل زيادة إنتاج المواد الأكثر ربحية على حساب المنتجات الأقل ربحية وفق تغير أسعار المنتجات، إضافة إلى مواصلة الابتكارات المتعلقة بالمنتجات الحديثة لهدف زيادة المبيعات، وتوثيق العلاقات مع الزبائن وبناء مشاركات جديدة طويلة الأجل.

آل عبدربه والسبيل... شكراً

كل الشكر والتقدير للمهندس سمير بن علي آل عبدربه نائب الرئيس للاتصالات والإعلام على جهوده الطيبة في متابعة اللقاء للظهور بصورة جيد، كما أن الشكر موصول لشعلة النشاط محمد السبيل ممثل مكتب نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "سابك" الذي له الفضل في التواصل مع "أبو تركي" المهندس محمد الماضي في مؤتمر "بتروتك 2010" - البحرين.

قصة نجاح «سابك» في صناعة البتروكيماويات

قال الماضي إن "سابك" منذ تأسيسها عملت على نقل أحدث التقنيات العالمية إلى أرض المملكة، من خلال إقامة باكورة صناعاتها وفق نهج المشاريع المشتركة مع نخبة الشركات العالمية الرائدة في المجالين الصناعي والتقني، واقترن بذلك تدريب وتأهيل الشباب السعوديين لحمل هذه التقنيات، وقد واصلت مجمعاتها الصناعية استثمار موارد الوطن الهيدروكربونية والمعدنية، واغتنام الميزة النسبية التي توفرها في بناء قاعدة صلبة من المنتجات الأساسية التي تشكل مرتكزاً لقيام أجيال ممتدة من الصناعات الثانوية والمساندة التي تحقق التكامل الصناعي داخل البلاد ومنطقة الخليج، كما طورت شبكة لوجستية وتسويقية متقدمة، تتبعها مراكز لخدمة زبائنها حول العالم، مؤكدة حضورها في قلب الأسواق العالمية المتقدمة والنامية على حد سواء.

واضاف ان الشركة تبنت استراتيجية منظمة لبناء أجيال سعودية قادرة على تطوير وتوطين التقنيات، وشيدت منظومة بحثية وتقنية متكاملة، شملت العديد من مراكز البحث العلمي والتطوير التقني في كل من المملكة، والهند، وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وعززتها بامتلاك شركة ساينتيفيك ديزاين الأميركية مناصفة مع شركة سود كيمي الألمانية، وتوجتها بامتلاك قطاع الصناعات البلاستيكية الذي كان تابعاً لشركة جنرال إلكتريك الأميركية، لتضيف إلى هذه المنظومة العديد من المراكز البحثية المتقدمة حول العالم.

ولا شك في أن المؤازرة المستمرة من حكومة خادم الحرمين الشريفين، ومساندة الهيئة الملكية للجبيل وينبع ووزارة البترول والثروة المعدنية للصناعة بشكل عام، إلى جانب جهود وتفاني موارد الشركة البشرية كانت وراء النجاحات المستمرة لـ"سابك"، فالمملكة ولله الحمد تمتلك بنية تحتية متقدمة، تتمثل في الموانئ والمرافق وشبكات توزيع المواد الخام والمناولة وغيرها من المقومات الضرورية لتعزيز القدرات التنافسية.

عوامل إيجابية وسلبية للبتروكيماويات

في 2010

توقع الماضي ان يجمع عام 2010 بين ثناياه العديد من العوامل الإيجابية والسلبية في آنٍ واحد، وقال إن من العوامل الإيجابية انتعاش الطلب خاصة في النصف الأول من العام، مع تحسن الأسعار وتماسكها نتيجة محدودية النافثا من جراء تدهور الاقتصادات التشغيلية لبعض المصافي. واضاف ان العوامل السلبية تتمثل في بعض المخاوف من عدم قدرة الاقتصاد العالمي على مواصلة النمو، إلى جانب تراجع برامج التحفيز الحكومي في بعض الدول، وتفاقم أزمة الديون السيادية في كثير من البلدان، فضلاً عن التوقع بزيادة المعروض من المنتجات البتروكيماوية، ما يؤدي إلى الضغط على الأسعار.                            

وفي ظل هذه الظروف مجتمعة يصعب التكهن بما سيكون عليه الوضع بشكل عام، وأي من تلك العوامل سيطغى على سواه.

back to top