على الرغم من كل ما يبدو من خلافات بين الكويت والعراق، وعلى الرغم من حالات الاحتقان والشد والجذب الإعلامي أحياناً بحقٍّ وأخرى بغير ذلك، وعلى الرغم من أن البلدين لا مفر لهما إلّا أن يتعايشا بسلام وتعاون بما يحفظ مصالحهما وسيادتَيهما، فإن تشابهاً غريباً يبدو أنه بإمكان البلدين أن يتبادلا الخبرات فيه، فالكويت والعراق تعرَّض اتحاد كرة القدم فيهما للتجميد من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

Ad

قصتنا في الكويت معروفة، إذ بات الاتحاد الكويتي لكرة القدم مُربَّطاً بسلاسل وعلى مبناه شوية "سقالة" تثير الأسى، وتحتاج إلى قرارات جدية وتصريحات أقل.

أما في العراق، فالخلافات ضربت أطنابها منذ فترة على الاتحاد العراقي لكرة القدم، وكان آخرها اقتحام ميليشياتٍ مقرَّ الاتحاد، زاعمةً أن لديها أوامر ضبط وإحضار لعدد من مسؤولي الاتحاد، وعلى رأسهم رئيسه اللاعب المشهور سابقاً حسين سعيد.

"الفيفا" أوقف نشاط الاتحاد العراقي خمسة أشهر، بسبب حلِّ اللجنة الأولمبية العراقية اتحادَ الكرة بحجج مخالفات مالية وإدارية وتأخير الانتخابات، ورُفِع التجميد في مارس الماضي شرط إجراء انتخابات وعدم تدخُّل الحكومة.

المنافسة تنحصر بين الرئيس الحالي حسين سعيد لاعب المنتخب ونادي الطلبة السابق، وفلاح حسن لاعب المنتخب ونادي الزوراء السابق، ويحتدم الخلاف الآن على مكان إجراء الانتخابات، إذ يصر "الفيفا" على أن تُجرى في مدينة أربيل بإقليم كردستان لدواعٍ أمنية، بينما يصر الفريق الآخر المدعوم من الحكومة، على أن تُجرى في بغداد.

الحكومة كما يبدو تدعم فلاح حسن، والطرف الآخر يدعم حسين سعيد، وبالطبع للخلاف الظاهر أبعاد طائفية وسياسية، لكن النتيجة واحدة ومن غير المعلوم كيف ستنتهي نتائج ذلك الخلاف.

أما في الكويت فمازالت المسألة مكانك راوح، فهل تخرج الكويت والعراق من مأزقهما الكروي، أم يظل ذلك مؤشراً على حال الضياع والتردِّي وسوء الإدارة؟