لانني احب خالد (2)
لأنني أحب خالد وجيله الجميل الذي أعاد إلى الشارع حيويته ورونقه، أتمنى من الساسة الكبار شيئا من الحنكة في التعامل والحكمة في رد الفعل، فخالد وإخوانه في النهاية أبناؤنا وأملنا ومستقبل وطننا. في الجزء الأول من هذا المقال أشرنا إلى تعريف «القذف والتشهير» بشكل عام, حيث تشترط أغلب قوانين العالم المتحضر أربعة شروط لا بد من توافرها لإثبات التهمة، وهي «العلنية» و»عدم صحة المعلومة»، و»الضرر» المادي و/أو المعنوي من المعلومة المغلوطة، وأخيرا «خصوصية» المعلومة أو خصوصية أهميتها.
وهذه الأخيرة لا تنطبق على كثير من ادعاءات القذف والتشهير ضد المشاهير والشخصيات العامة، إذ يعد الاهتمام بحياة هؤلاء وتصرفاتهم ضمن نطاق الاهتمام العام، ويصعب إثبات شرط «الخصوصية» فيها، لذا يفشل أغلب المشاهير في مقاضاة الصحافة الصفراء التي تنشر الإشاعات وتنتهك حياتهم الخاصة.وفي الولايات المتحدة ترتفع صعوبة إثبات التشهير بالشخصيات العامة، إذ يشترط القانون النية السيئة وسبق الإصرار والترصد في الكذب، أو الإهمال المتعمد للتأكد من صحة المعلومة.وكلما ارتفع هامش الحريات في الدولة قلت العقوبات المرتبطة بالتشهير في الشخصيات العامة، ففي أغلب الدول الديمقراطية تعتبر جنحة، ونادرا ما تصل العقوبة إلى السجن، بل يكتفى بالتعويض المادي المرتبط بحجم «الأذى» الناتج عن التشهير.وفي مجال التنافس السياسي يسهل إثبات سوء النية إلا أننا قلما نجد الساسة في الدول الديمقراطية يلجؤون إلى القضاء، فعلى سبيل المثال لا الحصر، دارت خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة حملات عشوائية ضد المرشحين حملت الكثير منها معلومات مغلوطة كالتشكيك في أحقية أوباما في خوض الانتخابات من خلال تسريب معلومات غير صحيحة حول مسقط رأسه، والتشكيك في شهادة ميلاده، كما اتهم غريمه بالاختلاس والتلاعب بأموال التبرعات المخصصة للحملة الانتخابية، إلا أن أياً منهما لم يلجأ إلى القضاء لإسكات الآخر أو إثبات حقه. السياسي المحنك الذي يفهم ويقدر معنى أن يكون شخصية عامة يعطي الآخر مجالا أكبر للنقد والتشكيك، ويستخدم وسائل الإعلام للتعبير عن رأيه وحماية سمعته والرد على خصومه، فاللجوء إلى القضاء وإن كان حقا مكفولا إلا أنه اعتراف ضمني بشيئين لا ثالث لهما: إما عدم الثقة باستيعاب وحكمة الرأي العام وإما ضعف القدرة على الحوار والإقناع، ولا سياسي أو قيادي ناجحا يقبل بأي من الاحتمالين.لأنني أحب خالد وجيله الجميل الذي أعاد إلى الشارع حيويته ورونقه، أتمنى من الساسة الكبار شيئا من الحنكة في التعامل والحكمة في رد الفعل، فخالد وإخوانه في النهاية أبناؤنا وأملنا ومستقبل وطننا.لمزيد من التفاصيل:http://injury.findlaw.com/defamation-libel-slander/defamation-law-made-simple.html