أثارت مقالة نشرتها مجلة «كريمسون» الصادرة عن جامعة هارفارد، قبل عدة أعوام الفضول والحيرة لدينا ولدى الكثير من الباحثين، بإشارتها في عددها الصادر في يونيو 2003، إلى رغبة الجامعة في إضافة أبعاد جديدة للتعلم الإلكتروني.
ولم يتوقع أحد أن تثمر جهود العميد لورانس سامرز آنذاك، في تحويل المواد التي يمنحها قسم التعليم المستمر، من مادة واحدة عام 1997، إلى مواد تابعة لأحد عشر تخصصا، حتى وصلت المرحلة إلى منح شهادات الماجستير عبر الإنترنت ودون اشتراط حضور الطلبة، وبالتالي تطبيق جديد لمفاهيم «تعليم الكبار» واجتذاب الفئة العاملة التي تجتاز شروط القبول والتسجيل في هارفارد.ولم يكن من السهل إخضاع البرامج التعليمية للمراجعة، وإيجاد حل للجدل القائم حول أهمية الحضور الشخصي للطالب أم الاكتفاء بالتواصل الإلكتروني... كمتطلب أساسي لدخول عالم التعليم الإلكتروني، إلى جانب اجتياز اختبارات القبول والشروط المطلوبة.فهارفارد رفضت اللحاق بالجامعات المرموقة كبرنستون وييل وستانفورد في عام 2000 حينما اعتمدت تلك الجامعات نظام التعلم عن بعد... وذلك بتنزيل المحاضرات عبر الإنترنت أو التواصل عبر الفيديو كونفرانس، وسبب الرفض كان رغبة هارفارد في التميز بأساليب حديثة ومتطورة لم تخطر على بال أي من المؤسسات التعليمية... ومنها المنتديات الحوارية المتطورة للأساتذة، ونظم التنزيل اللصيقة ببرنامج «أي تيونز» وغيرها من التقنيات التي توفر لطالب العلم عالما من المعرفة الرقمية بلا حدود.أما على الصعيد الشخصي فقد أخوض التجربة بالانضمام «الإلكتروني» إلى طلبة الباحث «أندرو جوردن» أستاذ التاريخ الياباني أو «جفري فريدن» أستاذ الاقتصاد السياسي بهارفارد، وذلك لاستكمال مادتي البحثية حول التعلم عن بعد والمعايير الرئيسة لخوض المؤسسات التعليمية لتجربة التحديث، وأتمنى من خلال تجربتي أن أجد إجابات لبعض الأسئلة التي تجول في خاطري أذكر منها:هل تتناسب برامج التحديث التقني ومنح الشهادات عن بعد، مع النظم التعليمية في دول الخليج؟ وهل هناك استعداد للمتخصصين في الشأن التعليمي وأعضاء هيئة التدريس لمواجهة رؤى تعليمية جديدة؟ أم الاعتراض على كل ما يمت للحداثة بصلة؟وهل توفر الوزارات وهيئات العمل المهارات الكافية للموظفين لاستكمال الدراسات العليا عبر الإنترنت؟أذكر أيضا أنني اطلعت على دراسة مثيرة أجرتها سيدة إماراتية، توصلت من خلالها إلى بعض المؤشرات التي تهيئ المؤسسات التعليمية في الخليج لتقبل التعليم الإلكتروني عبر برامج تدريسية مناسبة لتقنيات الاتصال، وضرورة إثارة الفضول العلمي للطلبة، وتوظيف تقنيات الاتصال التربوية، وتوظيف المدرسين القادرين على المشاركة في البيئة الاتصالية الإلكترونية الجديدة، أي حسن اختيار المدرس والوسيلة أيضا. تلك السيدة هي الدكتورة مي الخاجة، والدراسة لمركز الإمارات للدراسات والبحوث.وفي النهاية أتمنى أن تتوج تجربتي بالنجاح وألا أصطدم برفيقة الدرب «البيروقراطية» الكويتية الأصيلة. كلمة أخيرة: مدح وإشادة بعض أعضاء البرلمان ببعض أعضاء الحكومة لغة جديدة لم نعهدها.. أليس كذلك؟ وكلمات أهمسها في أذن وزير الصحة: إن خير طريق للقضاء على انتشار الإنفلوانزا بجميع أنواعها.. هو منع التقبيل والمصافحة في المناسبات الاجتماعية، ومن دون زعل، فبورصة أعداد المصابين بإنفلوانزا الخنازير «المتصاعدة» باتت تذكرنا بمشروع «ترشيد» الكهرباء في العام الماضي، عندما قل عدد مستخدمي الكهرباء وازداد العبء الكهربائي المسجل، وازدادت النكت الهاتفية!! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
مقالات
هارفارد ومفاهيم تعليم الكبار
11-08-2009