آمال: إن مع العسر يسراً
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
واليوم شعرت أن "خليجنا واحد"، فعلاً لا قولاً، وأن الشقيقة الكبرى، المملكة العربية السعودية، هي التي تضع المرهم على جراح شقيقاتها الصغريات، وتسهر على راحتهن، وتمنعهن من السهر مع أصدقاء السوء. والسعودية تعلم أن شقيقتها الكويت فاتنة حسناء، بابلية العينين، يوسفية الوجه، وأنها عرضة لشباب الأسواق ومعاكساتهم، والكويت لم تشكّ يوماً في حضن السعودية، ولم تنم بقرب السعودية وحقيبة يدها تحت الفراش، بل تضع حقيبتها بما فيها على الكوميدينو، فهي تعلم أن السعودية إن لم تزِدها فلن تُنقصها، وقد جرّبت ذلك عام 1990. وآه ما أجمل دفء مياه الخليج العربي، وما أجمل اجتماع الشقيقات الخليجيات على صحن واحد، وعلى قلب واحد، وما أجمل الصدق في الحديث، وما أبشع المجاملات، وألا لعنة الله على أصدقاء السوء، أعداء شقيقاتنا، المتربصين بهن خلف كل جدار.والكويت التي تشاهدها اليوم فتظن مخطئاً أنك أتيت متأخراً عن حفلة حمراء راقصة أقيمت فيها البارحة، دارت فيها الأقداح على أشد ما يكون الدوران، فتبعثرت الكراسي في الصالة، وتناثرت الكاسات على الأرض، وتهشمت... هي ليست كذلك، بل هي تعرضت لأكبر من ذلك، تعرضت لعملية سرقة منظمة وتحطيم وتكسير، وتم تفتيت شعبها، وتكبيل أيادي حرياتها، وتم تشويه لوحاتها الفاخرة المعلقة على جدرانها، وتم تقطيع أوراق شجرتها، وتم قتل نسورها وصقورها فخلا الفضاء للغربان وعلا نعيقها، فرفع الناس رؤوسهم إلى السماء وقرأوا بخشوع: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً"، واستجاب لهم ربهم.* * *اليوم تحل ذكرى وفاة أميرنا الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، وتسقط دمعة حزينة صامتة.