مع بزوغ كل فجر جديد للثاني من أغسطس تتجدد ذاكرة الوطن بتوالي ذكرى مأساة «الغزو العراقي للكويت» التي تختم سنواتها العشرين هذا اليوم. عشرون عاماً مرت وكأنما المشهد لم يتغير بعد!! بذكرياته الأليمة... فسبعة أشهر من عمر الغزو وما تلاها لن تمحى بسهولة... فهناك الكثير من الأحبة والقربى لا يزالون «مفقودين» بالرغم من زوال نظام «الطاغية»... ولكن تبقى الكويت على العهد ثابتة كي توفي لـ»أسراها الشهداء» الوعد... ليحتضنهم ترابها. في حين ستبقى ذكرى هذا اليوم خالدة في عقول وأفئدة جميع أجيال الكويت... فلا الجغرافيا السياسية ستتغير و»لا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ».

Ad

كذلك، لا تنسى الكويت في الذكرى الخامسة لوفاة المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، التي مرت أمس، مآثر هذا القائد الذي يعتبره الآلاف من الكويتيين، الزعيم الذي فتح لهم قلب بلاده قبل أرضها، وكان له الأثر الأكبر في تحرير الكويت. فقد أقبلت الأزمة (المأساة) وأدبرت وعادت بعدها الكويت حرة أبية تلملم جراحها وتبني خرابها، خاصة ونحن في مرحلة تحويل البلاد إلى مركز مالي واقتصادي هام في المنطقة. أما الشعب الكويتي فلن ينسى التلاحم الشعبي منقطع النظير في مؤتمر جدة والالتفاف الشعبي حول القيادة الشرعية الدستورية، الذي رعاه الملك فهد رحمه الله.

ولعل مشاعر الكويتيين الصادقة جسدها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في كلمة له عام 2005 في الذكرى 15 للغزو، حيث قال: «إن الكويت وهي تستذكر غزو النظام العراقي البائد، لا يمكن أن تنسى كل كلمة صدق صدحت في تأييد الحق الكويتي والمواقف المشرفة التي سطرها خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز، والتي ستظل محفورة في ذاكرة الشعب الكويتي على مر الأيام».

إن الحديث عن ذكرى الغزو في هذه الأيام، والكويت تمر بمرحلة مطالبات عراقية تشكِّك في ما تمّ ترسيمه للحدود بين الطرفين تطبيقاً لقرار مجلس الأمن 833، يدفعنا إلى تسليط الضوء مجدداً على القرارات الصادرة من المؤسسة الدولية التي تحكم وتُشرعِّن طبيعة العلاقات والأسس الدولية التي ترسخ التعاملات السابقة بين الدول وتؤطر للمستقبلية منها أيضاً... بدءا من القرار الأشهر (660) وإلى قرار «الترسيم».

فقد قامت الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي منذ اليوم الأول للاجتياح والاحتلال العراقي غير المشروعين لدولة الكويت في الثاني من أغسطس 1990 بإصدار عدة قرارات تشجب فيها العدوان العراقي وممارساته غير الإنسانية وغير المشروعة بدولة الكويت. وكان التصويت على هذه القرارات بالأغلبية الساحقة. وتوالى صدور القرارات المتعلقة بالعدوان العراقي على الكويت حسب تطور الأحداث كما هو موضح بالجدول في الصفحة التالية.