يقول وورد: «سيتعين على الباحثين الموافقة على أن الحكم لن يقتصر على نتائج أعمالهم العلمية فقط، بل سيتجاوزه إلى جوانب أخرى تتعلق بدوافعهم ومهنيتهم ونزاهتهم».

Ad

قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن فضيحة الرسائل الإلكترونية التي كشفت تفاصيل تقرير علمي بشأن تغير المناخ جعلت العلماء اكثر انفتاحاً وتفهما ووضوحاً بشأن مشاعر عدم اليقين لديهم.

وحسب رأي  كبار الباحثين فإن علم تغير المناخ قد تغير بصورة دائمة، وفي الغالب نحو الأفضل نتيجة ما اصطلح على تسميتها "مناخ غيت" والتي ستنشر تفاصيلها يوم غد من جانب السير موير راسل من جامعة غلاسكو، ضمن تقرير بشأن سلوك وتصرفات العلماء من وحدة ابحاث المناخ في جامعة ايست انجليا.

ويقول النقاد إن الرسائل الالكترونية التي تم الإعلان عنها كشفت طريقة التهرب من قانون حرية المعلومات وان صفقات سرية تمت خلال كتابة التقارير المقدمة الى الهيئة الحكومية، بشأن تغير المناخ والتابعة للامم المتحدة, اضافة الى عملية تغطية لشكوك في نتائج ابحاث رئيسية واساءة استخدام معلومات علمية من اجل اسكات النقاد.

تغير دراماتيكي

ولكن بغض النظر عن نتائج ورأي السير موير راسل رئيس مجلس التعيينات القضائية في اسكتلندا فإن كبار علماء المناخ يقولون إن هذه القضية قد غيرت عالمهم بصورة دراماتيكية.

وحسب مايك هولم وهو بروفيسور علم المناخ في جامعة ايست انجليا فإن الأوساط العلمية قد تأثرت بقوة بهذا الخلاف، ومن الواضح وجود نبرة جديدة في التعامل، كما ان الخبراء في ميدان تغير المناخ اصبحوا اكثر تجاوباً في ما يتعلق بطبيعة العمل والنتائج التي يتم التوصل اليها.

ويقول هولم إن تغييرات اخرى ستحدث ايضاً، وذلك لأن فضيحة الرسائل الإلكترونية جعلته يفكر كم كان مدهشاً ان يتمكن عدد من رجال البحث من التحكم في قدرة الوصول الى المحفوظات المتعلقة ببيانات ومعلومات درجات الحرارة العالمية التي تم جمعها خلال الـ160 سنة الماضية, "وهذه المعلومات الأولية يجب ان تحفظ بصورة ملائمة كمرجع متاح للكل" وهو يعتقد ان ذلك سيحدث الآن.

ويوافق على هذا الرأي بوب واتسون الرئيس السابق للهيئة الحكومية حول تغير المناخ والذي يعمل حالياً في منصب كبير علماء البيئة في الحكومة البريطانية. وحسب واتسون فإن "من الواضح ان الأوساط العلمية ستستجيب لهذه التطورات عبر التصرف بمزيد من الانفتاح والشفافية والسماح بالوصول الى المعلومات والبيانات العلمية الأولية من اجل تمكين الآخرين من التحقق من النتائج العلمية التي تم التوصل اليها".

واضافة الى ذلك يقول بوب وورد وهو مدير السياسة لدى معهد غرانثام لأبحاث تغير المناخ في كلية لندن الاقتصادية "سوف يتعين على الباحثين الموافقة على ان الحكم لن يقتصر على نتائج اعمالهم العلمية فقط  بل سيتجاوزه الى جوانب اخرى تتعلق بدوافعهم ومهنيتهم ونزاهتهم وغير ذلك من الاعتبارات التي تتصف بأهمية في الحياة العامة".

ويقول علماء خارج بريطانيا إن الخلاف الذي انطلق من تلك الدولة ستكون له مضاعفات مهمة بالنسبة الى الأوساط العلمية الأوسع في شتى أنحاء العالم.

خداع وتلاعب

وحسب رأي هانس فون ستورك من مركز ابحاث كي جي اس اس في غيستاخت في المانيا فإن "الثقة قد تضررت وتأثرت بشكل واضح, وإن الناس يرون ان من الممكن ان يقوم العلماء بالغش والتلاعب, وان الأمر يتطلب فرض رقابة عليهم".

وترى عالمة المناخ المرتبطة بقدر كبير بعملية التوفيق بين الأجنحة العلمية المتصارعة وهي جوديث كاري من معهد جورجيا للتكنولوجيا إن فكرة علماء الهيئة الحكومية حول تغير المناخ قد تبددت الآن والعالم الخارجي يرى ان "علم المناخ أكثر تعقيداً مما كان يعتقد".

ويحذر هولم من ان درجة أكبر من الانفتاح والمشاركة مع النقاد  لن تضمن توافر الراحة وسهولة العمل بالنسبة الى علماء المناخ في المستقبل.وفي المختبرات أخفق جيل جديد من أجهزة الكمبيوتر الأكثر تقدماً في خفض حالات عدم اليقين بالنسبة للتنبؤ بأحوال الطقس في المستقبل "وهذا ليس ما يتوقعه رجال السياسة والرأي العام ولذلك فإن معالجة وتوضيح هذا الأمر سينطويان على قدر كبير من الصعوبة".