«فلسين... يا بلاش»

نشر في 20-06-2010
آخر تحديث 20-06-2010 | 00:01
 مظفّر عبدالله أول العمود: من حق العمال الذين يعملون في المواقع المكشوفة الاعتصام والتظاهر ضد تشغليهم في ظل حرارة تفوق الخمسين درجة بشرط عدم مطالبتهم بكوادر مالية لأن الكوادر مصطلح كويتي!

***

لو كان سكان الكويت سنغافوريين لحلوا أزمة الطاقة قبل ظهور الدستور! فمنذ أيام انقطع التيار الكهربائي عن منطقتي وأنا نائم، فبشرتني ابنتي الصغرى: "يبه الكهربا طفت"، وبعد مرور ساعة بدا عليها الملل وبدأ مسلسل أسئلتها البريئة: "يبه متى نسافر؟ أقدر أشوف قناة دزني؟ ليش الإنترنت ما يشتغل؟".

 في الزمن الماضي كان الآباء يردون على مثل هذه الأسئلة التي تبدأ بكلمة "يبه" برد لطيف هو "وحطبة" وهو تعبير ينم عن ضيق الحيلة، لكن اليوم وفي ظل انتشار الثقافة التربوية التي نتعلمها من د. مروان المطوع ود. عدنان الشطي في تلفزيون الكويت لا نستطيع استخدام "الحطبة" امتثالا لنصائحهم، كما أن الحكومة تصرف لكل طفل خمسين ديناراً شهريا مما يعزز موقفهم الاقتصادي ويجعلهم يتكلمون من موقف قوة داخل المنزل!

مسلسل انقطاع التيار الكهربائي سيستمر بسبب البذخ وتسعيرة الكيلوواط الزهيدة على جميع القاطنين (15 فلسا على الحكومة وفلسين فقط على المواطن) وفي أحاديثنا اليومية المتشنجة بسبب الحر وجلسات مجلس الأمة دائما ما نكرر مقولة: "شفتوا فلان اللي ما يسواله فلس؟"، فيصبح فلان هذا أرخص من سعر الكيلواط بفارق فلس واحد!

الطريف في أمر انقطاع التيار الكهربائي فى الكويت أنه تزامن- كما هو كل صيف- مع صرخات ما يسمى بـ"المصطافين" الكويتيين في جبل لبنان بانقطاع التيار الكهربائي "الحر" و"الاشتراكي" عنهم، وكأن هناك تنسيقاً بين وزيري الكهرباء في البلدين... بالمناسبة لا أعرف سبب إطلاق الصحافة الكويتية مصطلح مصطافين بالذات على المسافرين الكويتيين إلى لبنان دون البلدان الأخرى حيث يسمون سياحا.

الأكثر طرافة أيضا تعليقات خبراء الطقس والفلكيين الذين زاد عددهم وفاق عدد الخبراء الدستوريين في الكويت، فالفلكي الشهير صالح العجيرى كشف لنا الأسبوع الماضي تناقض مرصدي جسر التحكم ومحول العاصمة الرئيسي في تثبيت رقم موحد للحرارة بفارق درجتين (48%- 50%)، رغم أن المؤشرين ملك للحكومة التي لا تخشى الاستجوابات وتمحوها بطرفة عين، ولأن الحكومة عاجزة عن حل ملف الكهرباء ولا تقوم بجباية أموالها من المواطنين نظير استهلاكهم للطاقة والماء فإنها مطالبة بأخذ تفسير د. العجيري على محمل الجد، فهو يرى أن عدم تزامن الغبار مع وقت البوارح التي نعيشها هذه الأيام هو سبب ارتفاع درجة الحرارة فوق الخمسين، وهذا الارتفاع يؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة، فإذن على الحكومة أن تقوم برش السماء بالأتربة بمعاونة من طائرات الجيش حتى نخلق البوارح على أصولها "غصب طيب"، وتنخفض الحرارة ويقل معدل الاستهلاك، وبذلك يكون صيفنا حاراً ومغبرا.

عزاؤنا اليوم في وعد الحكومة بإنهاء الأزمة العام القادم مع دخول محطة الصبية للخدمة، لكن السؤال: هل زيادة المحطات ستحل المشكلة؟ الإجابة "لا" كبيرة. فبقاء السياسة الحالية في التعامل مع الطاقة الكهربائية من قبل الحكومة والمواطن على السواء لن يجد نفعا، وسنحتاج إلى مزيد من المحطات مستقبلا بسبب تزايد عدد السكان بشكل مفرط نتيجة ارتفاع معدل خصوبة نسائنا، والنشاط المفرط لتجار الإقامات في جلب أفضل العقول وإسكانهم في خيطان والجليب.

وأخيرا، تمنياتنا بأن يلطف رب العالمين بسكان المدينة المنورة، فقد وصلت الحرارة عندهم إلى 60 درجة.

back to top