كشفت مصادر أمنية مصرية أمس أن عملية بناء الجدار الفولاذي في رفح دخلت مراحلها الأخيرة، إذ إن الشركة المنفذة قطعت شوطا كبيرا في عملية البناء.

Ad

وأشارت المصادر الى أن 6 معدات كبيرة تواصل حفر خنادق وتثبيت الألواح الحديدية، وذلك تحت رقابة أمنية مصرية دائمة، بعد استهداف الفلسطينيين للمعدات برصاص القناصة، موضحةً أن الجدار من الحديد وليس الفولاذ باهظ الثمن.

وأشارت المصادر الى أن الشركة لم يعد أمامها سوى إنهاء العمل في منطقة صلاح الدين، كثيفة السكان التي تتلاصق فيها البيوت مع الشريط الحدودي، وهي المنطقة التي تحوي عددا كبيرا من الأنفاق التي تصل الأراضي المصرية بالفلسطينية، وتتم عن طريقها عمليات تهريب السلع والبضائع.

وأوضحت المصادر أن الأجهزة الأمنية المصرية أجرت مسحا سكانيا، وحصرت المنازل المقرر هدمها من أجل استكمال العمل بالجدار، تمهيدا لتعويض أهلها بمساكن بعيدة نسبيا عن خط الحدود مع قطاع غزة، ومنها مناطق الحسينات بالقرب من سوق رفح المركزي.

وعلى الجانب الفلسطيني من الحدود يتخوف المهربون واصحاب الأنفاق تمدد الجدار وتوقف أعمالهم.  ويقول الفلسطيني أبو أحمد صاحب نفق على الشريط الحدودي لـ "الجريدة" إن "الأنفاق التي تعمل حاليا تتراوح بين 35 و40 نفقا، لمواصلة السلطات المصرية محاربتها وتدميرها بشكل يومي"، مشيرا الى أن "الانفاق التي لم تكتشف بعد تعمل على مدار الساعة لتعويض حاجة الاسواق، وخسائر التجار الذين تمت مصادرة بضائعهم في الجانب المصري".

ويلفت أبو أحمد، الذي تمكن اخيرا من بناء منزل على مساحة ارض كبيرة، وشراء سيارة حديثة من عائدات عمله في التهريب، الى أن الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر بدأ يتمدد، وبات يهدد منطقة الأنفاق الأكثر حيوية في المدينة الحدودية، معربا عن خشيته من توقف أعمال التهريب وفقدان الآلاف من الشباب عملهم تحت الارض.