كشف مدير عام الادارة العامة للمنافذ البرية التابعة لقطاع المنافذ اللواء محمد الدوسري ان الخروقات الامنية التي تتم في المنافذ يتم التصدي لها بكل حزم، مشيرا إلى أن حيل محترفي التهريب يقابلها خطط واستراتيجيات قادرة على مواجهتها.
ولفت الدوسري في لقاء مع "الجريدة" إلى أن الإدارة تتجه إلى جعل كل من المنافذ الثلاثة مدنا متكاملة في الخدمات والترفيه، موضحا ان من يريد التوجه الى العراق من الكويتيين أن يتقدم بكتاب الى وزارة الخارجية، وهي بدورها تقوم بمخاطبة الداخلية على أن يشتمل على طلب السماح له بدخول العراق، ويرفق بالكتاب اسم الشخص الذي سيستقبله وعنوانه.وتطرق الدوسري إلى الكثير من الموضوعات منها الإدارة وما يتبعهاوالاستعانة بالعنصر النسائي في المنافذ وغيرها من القضايا، وهو ما يتضح من خلال اللقاء الذي جرت أحداثه كالتالي:• ما الإدارات التي تتبع إدارة المنافذ البرية؟ وما اختصاصاتها؟- الادارة العامة تشتمل على خمس إدارات هي النويصيب، والسالمي، والعبدلي، والعمليات، والخدمات الادارية، واختصاص هذه الادارة هو كل ما يدور داخل المنفذ نفسه فقط، من تسهيل اجراءات المسافرين، والتدقيق على صلاحية الجواز، وصاحب الجواز نفسه، وإقامات المقيمين المسافرين عبر المنافذ الحدودية، والتصدي للتلاعب في الاوراق القانونية لعبور المنفذ بطريق غير مشروع، وهذه الامور هي لب مهمة الادارة.ويحتوي كل منفذ على عدة جهات حكومية، هي الجمارك، والامن العام، والصحة، وامن الدولة، والمباحث الجنائية، والمطافي، وخدمات أخرى.اختراقات أمنية• كيف تتم الاختراقات الامنية عبر المنفذ؟- الاختراقات الامنية، لها عدة اشكال، وجميعها تم تداركه، وتتراوح بين تغيير الجواز، حيث يحمله غير صاحبه الاصلي، فيتم التدقيق على الجواز ويتم التدقيق على حامله، وهذه العملية تكون غالبا في المناسبات العامة التي تشكل زحاما كبيرا في جميع المنافذ، حيث يستغل الشخص هذه المناسبة لمحاولة العبور، الا أن رجال المنفذ غالبا ما يسيطرون على هذه العمليات.• سمعنا عن إحالتكم عددا من موظفي المنافذ الى التحقيق بتهم تهريب اشخاص، فما حقيقة هذا الامر؟- لا يخفى على الجميع ان هناك بعض النفوس الضعيفة في كل مكان، فالمنافذ شأنها شأن كل موقع عمل، فلا تخلو من ضعاف النفوس، الذين يحاولون التواطؤ مع بعض المسافرين، الا أن الادارة تواجه مثل هذه الامور بالحزم دون اي تهاون، فنحن نعاقب كما نكافئ، وهذا امر مبدئي في التعامل مع موظفي المنافذ، فهناك مكافآت مادية ومعنوية للجادين في العمل، لا سيما الذين يتمكنون من ضبط محاولي العبور بطريقة غير مشروعة، فقبل اسبوعين كافأ سيدي معالي وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد مجموعة من الموظفين الذين أوقعوا بحالة من حالات تهريب الاشخاص، حيث كان هناك شخص مطلوب القبض عليه على ذمة عدة قضايا وحاول الهروب من المنفذ، ليقوم عدد من الموظفي بكشف حيلته ومن ثم اعتقاله، وإحالته الى جهة الاختصاص، وقوبل ذلك العمل بمكافأة مادية من سيدي معالي الوزير، ومعنوية من قبل الإدارة العامة، أما من يتواطأ فإننا لا نتردد في إحالته الى التحقيق ومحاسبته التي تصل الى اقالته من رأس عمله دون أي حقوق.إجراءات سرية• هناك خروقات تتم من محترفين فكيف يتم التصدي لها؟- للمخترقين اساليب كثيرة، ونحن عندما نتعامل مع المسافرين نضع امامنا كل الاحتمالات، حماية لأمن الوطن، وقد وضعنا عدة إجراءات لمكافحة تلك العمليات، وحاليا شرعنا في تطوير المركز بنظم المعلومات، ووضع كاميرات مراقبة في جميع ارجائه، وفي خطتنا الحالية وضع نظام استخراج بطاقة دخول (بوردنغ كارد)، كما هو معمول به في المطار، وهي التي تمنع خروج أي مسافر الا بها، فحينما يتوجه المسافر الى الموظف ويعطيه الجواز، يقوم الاخير باستخراج هذه البطاقة لاعطائها له، ومن ثم يذهب بها الى بوابة الخروج، وهي النقطة الاخيرة واهم نقطة في المنفذ، ويسلم البطاقة للموظف، فيقوم بالتدقيق عليها، ولا يمكن للمسافر في هذه الحالة ان يستغل فرصة الزحام والعبور من المنفذ من دون تدقيق موظفي البوابة الخارجية، وليس ذلك كل ما في جعبتنا، فلدينا خطط وإجراءات كثيرة جدا، مقننة وسرية لا يمكن البوح بها، من شأنها كشف كل عمليات التهريب بجيمع انواعها، وتقف على كل جزئيات التهريب المتوقعة وغير المتوقعة، فكل ما يفكر فيه المخترق يقابله تفكير مضاد لكشف امر يقمع افكاره.• متى سيتم العمل بنظام الـ"بوردنغ كارد"؟- نعمل بها بعد ان تنتهي الاجتماعات التحضيرية بشأن البطاقة الذكية، ويقر السفر والتنقل بها في دول الخليج، وهي حاليا داخله ضمن موضوعات الاجتماع الثاني بين الكويت والسعودية، وهذه الاجتماعات على وشك الانتهاء واقرار السفر بهذه البطاقة ويتم بعد ذلك العمل بها فورا.• لماذا تأخر العمل بالبطاقة الذكية رغم ان دولا خليجية عملت بها؟- نحن كإدارة عامة للمنافذ البرية جهة تنفيذية، وقضية اقرار البطاقة الذكية ليست من اختصاصاتنا، فهناك جهات اختصاصية تنسق بين الكويت ودول الخليج لاقرار هذه البطاقة، ومتى انتهت هذه الاجتماعات واقرت السفر بها، عملنا فورا بها وطبقناها قانونيا.تبادل معلوماتي• هل سيفيد العمل بهذه البطاقة في دعم أهدافكم؟- نعم، لأنها تيسر التبادل المعلوماتي بين دول الخليج مما يوفر لدينا الجهد والوقت لتبادل المعلومات عن المسافرين وتقصي المتهمين وضبط عملية محاولي الهروب، اضافة الى أنها تساهم في تسهيل وتسريع إجراءات السفر.• ماذا عن الشكاوى بشأن قلة الموظفين في المنافذ مما يسبب زحاما؟- المشكلة ليست في المنافذ أو الموظفين، بل في طريقة السفر ذاتها، فالمسافرون يذهبون الى مقاصدهم عن طريق البر، سواء بسيارات أو حافلات أو شاحنات، وتكون الاجواء ودرجات الحرارة غير مناسبه لهم، فتجدها مرتفعة جدا، والاشخاص غير متحملين لتلك الاجواء، وفي المقابل يشاهدون ان امامهم توافدا كبيرا من المسافرين على المنفذ، فيتولد لديهم تصورا ذهنيا بأن هناك زحاما شديدا، وان موظفي المنفذ سيؤخرونهم عن السفر، ولكن في الحقيقة ذاتها أن هذه السيارات تذهب بسرعة من دون تأخير، ولكن ما يبقى في نفوسهم هو الطابع ذاته الذي شاهدوه قبل دخولهم المنفذ.أما عن المنفذ وموظفيه، فليس لدينا نقص في الموظفين، فالزام الواحد يحتوي على 100 فرد، وهناك ثلاث نوبات عاملة، وكل نوبة تعمل ثماني ساعات دون انقطاع.• كيف تستفيدون من الشرطة النسائية في المنافذ البرية؟- لدينا في المنافذ الثلاثة موظفات نساء بمسمى مطبقة، حيث يجلسن في غرفة خاصة بالنساء فقط، فتدخل المرأة المسافرة اليهن، فيقمن بكشف وجهها والتطبيق إثر ذلك على جوازها، ومن ثم تعود المرأة الى سيارتها وتتجه الى موظف المنفذ لختم الجواز، والانتقال الى باقي اجزاء المنفذ.وفي السابق كان لدينا معضلة وحيدة، وهي أن النساء لا يحبذن البقاء ليلا في المنفذ، فعالجنا هذه المشكلة بتقسيم العمل على زامات ثلاثة على ساعات اليوم الاربع والعشرين.المسافرون والإجازات• من خلال احصاءاتكم، كم يبلغ عدد المسافرين أسبوعيا عبر المنافذ الحدودية؟ وكيف تتعاملون مع هذا العدد في الإجازات؟- لدينا ثلاثة منافذ برية، أحدها على سبيل المثال وهو منفذ النويصيب البري يضاهي منفذ المطار من ناحية المسافرين في الاجازات الاسبوعية والسنوية والمناسبات المختلفة، فيغادر اسبوعيا من هذا المنفذ حوالي 15 الف مسافر.والمنافذ تعمل بكل اريحية، فلو كان هناك خلل ما فإن هذه الاعداد تغص في الموقع دون خروج، لكنهم يخرجون بصورة سلسة وسريعة دون تعب، ونحن اسبوعيا ندرس اعداد المسافرين وعملية دخولهم وخروجهم، ونأخذ احتياطاتنا كاملة لانجاح وتحسين سير العمل دون أخطاء، فإذا وقعت وهذا لا بد منه، فإن لدينا خططا بديلة وسريعة جدا لتفادي وقوعها مرة أخرى.والآن بدأنا الاستعداد لاجازة الصيف خصوصا في منفذ السالمي، لانه منفذ يكثر مسافروه بحكم توجه المواطنين لاداء مناسك العمرة، بينما يسافر المقيمون بالكويت عن طريق البر للتوجه الى بلدانهم عبر هذا المنفذ، للعبور عن طريق المملكة العربية السعودية والتوجه الى البلدان الشقيقة كالاردن وسورية وغيرهما.ونحن دائما نوصي موظفينا بأن يعملوا بجد واجتهاد للاسراع في إنهاء إجراءات المسافرين، وهو ما نجد صداه بكلمات الشكر والعرفان من المسافرين.• كثيرا ما يتعطل نظام العمل بالكمبيوتر بسبب ضعف الكهرباء، فكيف تتغلبون على هذه المشكلة؟- قمنا بوضع مولدات كهربائية في جميع المنافذ، وفي حال انقطع التيار الكهربائي اشتغلت المولدات اوتوماتيكيا، وعاد العمل إلى طبيعته، وفي حال لم يفلح النظام، لدينا نظام "بي اس" وهو نظام مخصص للكشف عن المطلوبين ولا يسمح بالبوح بتفاصيله، ولدينا ايضا تعاون سريع مع المنافذ الاخرى فنقوم بالاتصال على المنفذ البحري وندلي له بالمعلومات فيرد سريعا ونقوم بناء على هذا الرد بختم جواز المسافر.دخول العراق• هل يستطيع الكويتيون الدخول إلى العراق بجواز سفرهم ام أن هناك إجراءات اخرى يجب التقيد بها؟- لا، فعلى من يريد التوجه الى العراق أن يتقدم بكتاب الى وزارة الخارجية، وهي بدورها تقوم بمخاطبة الداخلية على أن يشتمل على طلب السماح له بدخول العراق، ويرفق بالكتاب اسم الشخص الذي سيستقبله وعنوانه وكل المعلومات الخاصة به، ومن ثم تقوم الداخلية بالتدقيق على تلك المعلومات، حتى تطمئن على مواطنيها.وهناك بعض الكويتيين يريد دفن جثمان ذويه في العراق، وهذا يتطلب اجراءات يجب ان يقوم بها وهي طلب كتاب من الخارجية والحصول على موافقة السفارة العراقية، وباقي الامور التي يجب ان يتبعها ليضمن عدم تأخير عبور الجثمان منفذ العبدلي.• ما المشكلة التي دعت وزارة الداخلية إلى تقديم مبنى الجوازات على الجمارك في دخول البلاد بالمنافذ البرية، والعكس في الخروج؟- في السابق، كان الشخص يدخل الى البلاد ويواجهه مبنى الجمارك، ويتم تفتيش سيارته، وفي حال تم ضبط ممنوعات معه، ليس لدينا الحجة في محاكمته، لانه لم يختم جواز سفره ولم يدخل البلاد رسميا بعد، أما الان فليس له مفر، فإنه دخل البلاد وختم جواز سفره فهو مساءل قانونيا امامنا، وليس لديه اي اعذار تمكّن من فك اعتقاله.واصبح حينما يغادر البلاد، يواجهه مبنى الجمارك، ومن ثم الجوازات، حتى لا يتمكن من الفرار.• هل هناك توجه لضم المرور والعدل لدفع المخالفات والأحكام القضائية في المنافذ؟- نحن دائما نحرص على أن يستعلم المسافرون عن كل ما يتعلق بهم من معاملات قبل المغادرة، لانه سيقطع مسافة بعيدة للخروج من البلاد، ولكن دائما ما يتغاضى بعض المسافرين عن الاستعلام عن نفسه، وحينما يأتي الى المنفذ يفاجأ بأن عليه حكما قضائيا فيضطر إلى الرجوع من حيث جاء، وهذه مشكلة يتحمل العبء فيها المسافر ذاته، لان كل شخص يتحمل نفسه، وهو اعلم الناس بنفسه في البيانات، وماله وما عليه من قضايا أو امور اخرى، وبعضهم يأتي الى المنفذ وعليه حكم قضائي يمنعه من الخروج من المنفذ، وفي حال منعه يفيد بأنه دفع ما عليه من اموال أو انهى ما عليه من مطالب، ولم يتم تعديل بياناته لدينا في جهاز التدقيق، ولا يحمل ورقة وصل تدل على ذلك، وبالتالي فإن الموظف لا يتحمل ذلك التهاون من المسافر، فيضطر إلى اعادته من حيث جاء.وعن ضم هذه الجهات لدينا هو من افكارنا المستقبلية، حينما يتم تطوير المنافذ وجعلها مدنا متطورة ومتكاملة.المزدوجون• ما إجراءاتكم المتبعة للكشف عن المزدوجين؟- نحن لا نشرع القوانين بل نطبقها، فلم يرد الينا اي قرار بهذا الخصوص، فنحن ليس لدينا منافذ كثيرة مع بلدان مجاورة نقوم بالاتفاق معها على ضبط المزدوجين، فما لدينا سوى منافذالعبدلي مع العراق، والسالمي والنويصيب مع السعودية، وهذه المنافذ ليس من شأنها الكشف عن المزدوجين بل تنفيذ ما يشرع من قوانين، وفي هذا الخصوص وردت الينا اربع حالات جاءت عبر احد المنافذ، وأخبرونا بانهم مزدوجون ويريدون تعديل أوضاعهم بإلغاء الجنسية الاخرى، والبقاء على الجنسية الكويتية، فنحيلهم الى الجهات المختصة للبت في هذا الامر.• ما مشاريعكم المستقبلية؟- يقوم القطاع حاليا بالمشاركة في تنفيذ رغبة سيدي صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد بتحويل الكويت الى مركز تجاري ومالي، في الامور المخصصة لقطاع المنافذ البرية، بدعم من سيدي معالي وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد ووكيل الوزارة الفريق أحمد الرجيب، بإنشاء وصيانة المراكز الحدودية الثلاثة، وبناؤها مصمم على الطراز الحديث ليعكس الصورة الايجابية عن البلاد، وقد تم الانتهاء حاليا من انشاء مبنى النويصيب، واستؤنف العمل في منفذ السالمي، الذي من المقرر الانتهاء منه قبل دخول إجازة الصيف الدراسية، لتدارك الوضع وتسهيل مهام المسافرين، ومن ثم ننتقل الى تطوير منفذ العبدلي الحدودي.واضافة الى ذلك كله، نحن مقبلون على اعمار هذه المنافذ الحدودية وجعلها مدنا متكاملة ومتطورة، حيث نبني في كل منها فندقا ومركزا تجاريا وأمورا أخرى تكمل الصورة الجميلة لهذه المدن، الامر الذي يتيح للقادمين ليس فقط العبور بل الاستمتاع بمرافقها، الامر الذي يعكس الصورة الجميلة عن البلاد، وكل ذلك سيكون في وقت قياسي.ويجب الإشارة إلى أن الفترة المقبلة ستشهد الانتقال الى مبنى جديد للادارة العامة للمنافذ البرية، وهو الموجود حاليا في منطقة النهضة، ولكنه يحتاج إلى بعض التجهيزات فقط.• ماذا تريد أن تقول للمسافرين؟- نطلب من المسافرين أن "يطولوا بالهم" على موظفي المنافذ، فهؤلاء إخوانهم يعملون بجد واجتهاد، وهم لم يتوجهوا الى هذه المنافذ البعيدة عن منازلهم الا لخدمة المسافرين، فعلى الاخوان ان يتريثوا ولا يؤزمون عليهم العمل بالمشادات وغيرها، فهناك مواسم يتوافد فيها المسافرون، وهي ليست بيد البشر، ويجب على المسافرين التريث والاسترخاء، ففي البلدان الاخرى يتم تعطيل المسافرين ساعات طويلة، أما لدينا فإن الامر لا يطول ابدا.
محليات
الدوسري لـ الجريدة•: أحلنا أربعة مزدوجين طلبوا إلغاء الجنسية الأخرى إلى جهة الاختصاص... فنحن نطبق القانون لا نشرعه
06-06-2010