على الرغم من الاستعداد الذي أبدته الممرضة الكويتية (و.م) للمثول للتحقيق، لتفنيد جميع ادعاءات مديرة إدارة الخدمات التمريضية في وزارة الصحة، بعد شطب الأخيرة اسمها وزميلتها من دورة ممرضة مسؤولة في ابريل الماضي، ووضع اسم ممرضة محسوبة على رئيس جمعية الممرضين، الذي اعتذر بشدة لعدم علمه أن وساطته سلبت حق ممرضة اخرى، لا تزال الممرضة (و.م) لا تعرف سوى وزير الصحة الدكتور هلال الساير لإنصافها بعد أن رفض الوكيل المساعد لشؤون الخدمات الطبية المساندة مقابلتها منذ نهاية ابريل الماضي، وبعد أن حفظ الشكوى التي قدمتها دون حتى أن يكلف نفسه عناء التحقيق فيها، مكتفيا بالسماع لطرف واحد وهو المديرة، أما حقوق الممرضتين الكويتيتين التي اهدرت فلا نعرف إن لم تكن هي ذات أهمية او آخر اهتمامات الوكيل المساعد وبقية القياديين في وزارة الصحة!
ولعل ما يحدث في قطاع الخدمات الطبية المساندة وفي ادارة الخدمات التمريضية في وزارة الصحة يكشف أسباب عزوف الكوادر الكويتية عن العمل في مهنة التمريض، وتفضيل المسؤولين في وزارة الصحة للكوادر الأجنبية التي في الغالب تقبل قرارات المسؤولين حتى وإن كانت تسلب حقوقهم، حفاظا على "عملهم"، فإذا كانت ممرضة كويتية أوصدت أبواب المسؤولين في وزارة الصحة في وجهها ولا تعرف كيف تحصل على ابسط حقوقها فكيف هو الحال لطاقم التمريض غير الكويتي؟!وهل بعد هذه المعاملة التي تعتمد على المحسوبيات والواسطة بين الممرضين وتجاوز المجتهدين منهم يمكن ان نطلب منهم أداء واجبهم في العناية بالمرضى كما يجب؟ هل يستطيع المسؤولون في الصحة أن يطلبوا الآن من الممرضة الكويتية (و.م) ان تقوم بواجباتها الوظيفية وعدم اقحام الواسطة في عملها؟ كما نشاهد الآن أن من لديه واسطة في الهيئة الطبية أو التمريضية فإنه لن يضطر إلى تحمل الالم لأيام إن لم يكن لشهور، لانه سيحصل في نفس اليوم على موعد طبي، كما انه لن يضطر إلى الجلوس لساعات في مقاعد الانتظار للدخول على الطبيب، كذلك سيحصل على غرفة خاصة لأن العمومي فقط لمن لا يملكون الواسطات!إن ما يحدث للهيئة التمريضية الكويتية من تعديات صارخة على حقوقها من قبل المسؤولين في وزارة الصحة ليس وليد اليوم، ولكنه ممتد لسنوات، وهو بعلم معظم القيادات في الوزارة الذين فضلوا الصمت لالتقاء المصالح، وعدم ادراك الطاقم التمريضي خطورة هذا الوضع على مستقبلهم المهني وعلى إخوانهم الذين سيأتون من بعدهم إن هم قبلوا ان تسلب حقوقهم وهم صامتون.
محليات
ممرضتان كويتيتان أُهدرت حقوقهما الوظيفية بأيدٍ باردة من مسؤولين في «الصحة»!
22-06-2010