إلى معالي النائب الاول فقط
قال تعالى: «يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى ألَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ». صدق الله العظيم. (سورة المائدة- 8)
اللجنة العليا للتجنيس التي شكلها مجلس الوزراء برئاسة معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك ضمت في عضويتها كلا من وزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون القانونية ووزير العدل والأوقاف المستشار راشد الحماد، ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الدولة لشؤون الإسكان والتنمية الشيخ أحمد الفهد، ووزير الداخلية الشيخ جابر الخالد، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء روضان الروضان.مسؤولية اللجنة تأتي في بعدها الإنساني والاجتماعي، وأيضا في بعدها السياسي، لمشكلة طال أمدها، ووصفت بأنها كرة الثلج والقنبلة الموقوتة، وتعددت فيها الآراء حتى آلت إلى ما آلت إليه أوضاع كثير في أبناء هذه الفئة إلى خط الفقر والعوز دون ذنب لكثير منهم.معالي الشيخ: أنتم أهل لحل هذه المشكلة، وأنتم الأقدر على تلمس أبعادها لقربك منها. يا «بوصباح» كثير من أبنائك قد لبوا نداء الوطن أيام الغزو العراقي الغاشم على دولتنا الكويت، وقبلها في «الصامتة» وحرب أكتوبر دون منّة إيمانا منهم بالكويت وطنهم.نعم ندرك حجم الضغوط والمزايدات في حال فتح ملف التجنيس لما له من تبعات سياسية أدت إلى تهديد سمو الرئيس بالاستجواب، وهو لن يخيفكم لأنكم ستنصرون مظلوما يدعو لكم عند رب عادل لا يرضى بالظلم، فاعقلها يا «بوصباح» فقد أفلح من توكل على الله.إن حل قضية البدون سيساهم في تعديل التركيبة السكانية وحل كثير من المشاكل، وسيزيد من الأمن الاجتماعي والترابط الأسري، ولا يخفى على معاليكم كم الحرمان الذي طال الكثير منهم، ولثلاثة أجيال أو أكثر... عاشوا بيننا ودرسوا معنا لهم نفس أحلامنا، ولم يكن لهم وطن سوى الكويت، فمتى تنتهي معاناتهم التي نراها في أعينهم من ضنك الحياة التي يواجهونها، كقضية تعليم أبنائهم وتوثيق أوراقهم الرسمية كالزواج وشهادة الميلاد أو امتلاك سيارة. العراقيل أمامهم كثيرة، أهمها القيد الأمني الذي لا يدينهم بل يدين أقرباءهم، وكأن عليهم تحمل وزر غيرهم.معالي النائب الأول: لنا في الرسول الكريم قدوة حسنة عندما آخى بين الأنصار والمهاجرين دون غضاضة من أحد، حيث قويت دولة الإسلام بهذا الرابط الإنساني، حتى قال نبينا- صلوات الله عليه وعلى آله- في الأنصار مديحا لم يقله في غيرهم.العشم كبير فيكم وفي إخوانكم أعضاء اللجنة في إيجاد حل مرضٍ لكل الأطراف، كما أن إسراعكم في الحل سيأتي في خانة النجاح، وسيرد على المشككين في قدرة الحكومة على إدارة شؤون الدولة.***أخيرا: الإصلاح وعقلانية الطرح والمحافظة على الوحدة الوطنية هي الأهداف التي أنشئ من أجلها «تجمع الكتاب»، عسى الله أن يجمع كلمته على خير، فشكراً لمن آمن بالفكرة وعمل لأجلها.ودمتم سالمين.