أدت عمليات بيع وشراء عملات ذات عوائد عالية ومنخفضة بغية تحقيق الحد الأعلى من مكاسب حركة المعدلات العالمية، إلى أرباح بلغت
19 في المئة خلال الفترة ما بين فبراير ونوفمبر من عام 2009، وهي أفضل تسعة أشهر منذ عام 2003.قال تقرير لنشرة "بلومبرغ" الإخبارية، إن صنّاع السياسة النقدية في العالم اتخذوا موقفا يتسم بالإجماع بقدر يفوق أي فترة سابقة منذ اندلاع الأزمة المالية إزاء مستقبل التداول بالعملات، وعمدوا الى زيادة الحوافز من أجل المراهنة مقابل الين الياباني، بعد أن خسرت تجارة التداول بالعملات أموالاّ في ديسمبر الماضي لأول مرة منذ عشرة أشهر.وقد وصلت التوقعات الخاصة باليورو والين والفرنك السويسري من 61 مصدراً في دراسة أجرتها "بلومبرغ"، الى 9 سنتات من الحد الأدنى الوسطي، منخفضة عن 11 سنتاً قبل سنة واحدة فقط.ولم يتفق الخبراء بهذه الصورة منذ حادث إفلاس بنك "ليمان براذرز" في عام 2008.وكانت التوقعات القياسية هبطت 16 في المئة في الربع الأخير، وهو أكبر انخفاض خلال عامين على الأقل، بعد أن ارتفعت 48 في المئة خلال الأشهر الثلاثة التي أعقبت انهيار بنك "ليمان براذرز".ويشير الإجماع المتنامي الى أن قيمة العملات الأجنبية ستهبط، ما يُغري العديد من المستثمرين على بيع عملات الدول ذات معدلات فائدة أدنى، من أجل شراء عملات ذات مردود أعلى.وحسب التقرير، فإن ذلك قد يفضي الى إضعاف الين والفرنك ويعزز دور الدولار الأميركي.وستكون العملة اليابانية التي هبطت 6.6 في المئة منذ أعلى مستوى لها في 14 سنة، عندما وصلت الى 84.83 مقابل الدولار في 27 نوفمبر الماضي، الخاسر الأكبر في وقت يجهد فيه رئيس الوزراء يوكيو هاتوياما الى محاربة الركود والانكماش الاقتصادي.ارتفاع قيمة الدولاروأضاف التقرير أن معنى انخفاض التذبذب والتطاير وارتفاع العملة الأميركية، أن الناس "يفكرون في بدائل للدولار كأداة تمويل والين هو المرشح الأوفر حظاً"، وذلك حسب مايرى ريتشارد فرانولوفيتش الخبير المالي في نيويورك، الذي يعمل لدى "وستباك بانكنغ كوربوريشن"، وهو ثاني أكبر بنك في أستراليا.يُذكر أن "وستباك" كان واحدا من أفضل عشرة بنوك في توقعات أسعار الين خلال عام 2009، وفقاً للمعلومات التي جمعتها بلومبرغ.وقد حققت عمليات بيع الين من أجل شراء الدولار الأسترالي والنيوزيلندي والكرون النرويجي والعملة البرازيلية، عوائد بلغت 33 في المئة في السنة الماضية، بينما حققت عوائد الدولار 31 في المئة، ويظهر ذلك الفارق في التداول المالي بالدولار الأميركي.يُشار في هذا الصدد الى أن عملية تمويل التداولات المالية بالعملة الأميركية، أدت في ديسمبر الماضي إلى خسارة نقدية، وذلك لأول مرة منذ فبراير عندما ارتفع الدولار بنسبة 4.8 في المئة مقابل اليورو، وسط ازدياد مشاعر الثقة بالاقتصاد الأميركي والتوقعات التي تحدثت عن احتمال رفع البنك المركزي في الولايات المتحدة تكلفة الاقتراض في يونيو.نقطة التحولويقول تيودور تشن المحلل المالي في "رويال بنك أوف سكوتلاند" في لندن، الذي يراقب المؤشر، إن نقطة التحول التي شهدها الدولار أفضت الى حالة عكسية في التداولات النقدية خلال ديسمبر.ومضى التقرير الى القول إن عوائد المخاطرة تحولت لمصلحة الين منذ أواخر السنة الماضية.وفي السنة المنتهية في 30 نوفمبر كانت عملية بيع الدولار مقابل عملات استراليا ونيوزيلندا والنرويج والبرازيل، تنطوي على معدل قسط مخاطرة يبلغ 2.31 مقارنة بـ 1.24 بالنسبة الى الين.استراتيجية كارثيةوقال التقرير إن بيع الين مقابل سلة تشتمل على العملات البرازيلية والنرويجية والأسترالية والنيوزيلندية أفضى الى خسارة المستثمرين 34 في المئة خلال عام 2008، عندما أدى التطاير والتقلب في العملة اليابانية مقابل الدولار الى ارتفاع وصل الى 26 في المئة في ديسمبر، وهي اعلى نسبة منذ عام 1991 على أقل تقدير، بينما أفضى استخدام الدولار على شكل عملة تمويل الى خسارة بلغت 17 في المئة فقط.وخلُص التقرير الى القول إن عمليات بيع وشراء عملات ذات عوائد عالية ومنخفضة بغية تحقيق الحد الأعلى من مكاسب حركة المعدلات العالمية، أدت الى أرباح بلغت 19 في المئة خلال الفترة ما بين فبراير ونوفمبر، وهي أفضل تسعة أشهر منذ عام 2003، وفقاّ لمؤشر "رويال بنك أوف سكوتلاند" الذي هبط 0.9 في المئة خلال ديسمبر الماضي.
اقتصاد
الصناعة المالية: «بلومبرغ»: المستثمرون يفكرون في بدائل للدولار كأداة تمويل... والين الأوفر حظاً
20-01-2010