هل ظلمنا رباب؟
ما حكاية الفنانة العراقية رباب؟! وكيف "حاسبها الوقت" ورحلت عن الدنيا مظلومةً بحرمانها دخول وطنها الكويت، الذي عاشت وتربَّت فيه وغنَّت من أجله، فعوقِبت بجريرة جنسيتها العراقية، وماتت بحلم لم يتحقق، هو أن تعود إلى وطن أحلامها!
ما حقيقة "فزّورة" رباب؟ هل كانت مظلومة حقاً أم أنها "تبلَّت" على دولة وزارة الداخلية؟!نشرت جريدة "الراي" تحقيقاً صحافياً أمس، للزميلين ليلى أحمد وصالح الدويخ، وكان تحقيقاً مُحزِناً عن مأساة البيروقراطية واستبداد سلطة الموظف العام في حقوق الإنسان، متى "زركت" النياشين والنجوم كتفَيه كضابط أمن، فكلامه دائماً يمثِّل الحقيقة كما يُمليها خطاب السلطة، وهي سلطة الأمن والضبط والربط. في تحقيق "الراي"، يؤكد شهود الفن مثل سليمان الملا وأنور عبدالله والشاعر عبداللطيف البناي، براءة رباب من تهمة التعاون مع الاحتلال، كما أن أحاديث رباب إلى الصحافة قطعت بأنها لم تكُن في الكويت قبل الغزو الصدامي، بل كانت في تونس ضمن مهرجان فني، وحدث الغزو ومرضت بالقلب وعولجت في أميركا على نفقة الأمير السعودي خالد بن فهد، ثم بعدها لم يُسمَح لها بالعودة إلى الكويت، وبقيت في دولة الإمارات، تغني باللحن والصوت الكويتيين... ورُفِضت كل محاولاتها للدخول إلى وطنها الكويتي، وتمنَّت في يوم ليس بعيداً، أن تقف على المسرح في الكويت في ذكرى تكريم المرحوم راشد الخضر، ورُفِض طلبها بدخول الدولة. كان الرسميون يقولون مرةً إنها "متعاونة" مع الاحتلال الصدَّامي، أو إنها غنَّت له، ومرَّات لا يقولون شيئاً... فهم "أبخص"! وما الدليل وما الإثبات؟ لا شيء غير هواجس الريبة من كل ما يرمز إلى العراق. في بداية الثمانينيات، حدث أن زارني في المنزل راشد الخضر، وطلب منّا (أنا وناصر أشكناني وسعود الديين والمرحوم نصرالله نصرالله)، أن نسمع لحنه الجديد "حاسب الوقت ولا تحاسبني أنا"، وأخبرنا أن مطربة جديدة يصعد نجمها عالياً اسمها رباب ستُغنّيه، غنّت رباب "حاسب الوقت" ونجحت الأغنية بمعانيها الجميلة، لم نعرف عن رباب غير أنها مطربة كويتية سمراء. مضت الأيام والسنون... مات راشد، وماتت رباب قبل أيام... حاسبهما الوقت... كما يحاسب كل نفس منّا بالفناء... لكن من سيحاسب مَنْ ظلَمَ رباب وغير رباب؟