من أكثر شعب في العالم لا يعجبه العجب؟ ومن الشعب الأكثر «تحلطماً» وتذمراً في العالم؟ وأي شعوب العالم الذي يبحث عن كلمة، وإن كانت عفوية، ليجعلها قضية؟ ومن الشعب الذي يرفض الرأي الآخر جملة وتفصيلا ويدّعي الديمقراطية؟ ومن أكثر الشعوب التي لا تعترف بأخطائها؟ ومن الشعب الذي يبحث عن الزيادة والكوادر من دون إنتاجية؟ وأي شعب في الكرة الأرضية الذي يرفض لمجرد الرفض؟ وأي شعوب العالم المتحضرة ينادي بالحريات وفي الخفاء يسعى إلى تكميم الأفواه؟ ومن أكثر شعب في هذا الكون خرج في إضرابات بسبب ومن دون سبب؟ ومن الشعب الأعلى نسبة في تصدير الشكاوى إلى المحطات الفضائية والإذاعية الرسمية وغير الرسمية، ولو كان السبب وقوع شجرة في الطريق بفعل السرايات؟ ومَنْ من شعوب العالم الذي يعتبر نصفه محللين في مجالات الرياضة والسياسة والفن، ونصفه الآخر دخلوا مجال الإفتاء من أوسع أبوابه، فقاموا يحللون ويحرمون حسب المزاج والطلب أحيانا؟ ومن أكثر شعوب الأرض- وربما في كواكب أخرى مجاورة وشقيقة وصديقة، بيننا وبينها معاهدات واتفاقات ثنائية- لا يلتزم بالعمل والبحث عن أي عذر للخروج من الدوام، خصوصا أن زحمة الشوارع نعيشها ليلا نهارا على مدى 24 ساعة؟ ومن الشعب الذي يكسر القوانين بشكل علني، حتى تجرأ المقيمون والوافدون إلى هذا البلد، على كسر تلك القوانين؟ ومن أكثر شعب في الدنيا يعشق وبجنون التعليق على المقالات في الصحف المحلية ومواقع الإنترنت، حتى إن كان الخبر عن حالة الطقس؟

Ad

هذه التساؤلات لا علاقة لها بالبرنامج الشهير من سيربح المليون، أو أي برنامج آخر مختص بالمسابقات أو الفوازير الرمضانية، لكنها في حقيقة الأمر تدور في مخيلة الكثيرين من أبناء هذا الوطن الذي يعود له الفضل في عزة ورفعة مواطنيه بين شعوب العالم الأخرى، فالأسئلة وعلامات الاستفهام حول الصراعات التي «ننام ونستيقظ عليها» كثيرة ولا حصر لها، خصوصا بعد أن أصبحت طبقا رئيساً ضمن الوجبات اليومية، لكن لضيق الوقت والمساحة في هذه الزاوية نضع جملة التساؤلات أمام الجميع لنتعاون سويا من أجل إيجاد الإجابة الشافية والوافية عنها، ربما تختلف الآراء والنسب في الإجابة عن بعض الأسئلة، إلا أنني أشعر بأن الإجابات ستكون متشابهة إلى حد كبير.

لا نريد أن نكون متشائمين لدرجة الغليان، فعلى الرغم من تفاقم هذه السلبيات بشكل لافت ومخيف، فإن ذلك لا يعني عدم وجود شريحة كبيرة تسير باتجاه مغاير لتلك الفئات التي تناولناها في بداية المقال، فهناك من يضع الكويت نصب عينيه، وعلى رأس سلم أولوياته، وهذا ما نطلبه من الجميع بلا استثناء، لكن يبقى السؤال الأهم: متى نطوي صفحة «التحلطم» ونتركها جانبا إلى الأبد، لنقوم بعدها ببناء حصن منيع لحماية هذا الوطن الجميل، أساسه الاحترام المتبادل بين أطياف المجتمع، وقبول الآخر؟

نأمل أن تكون الإجابة هذا المرة، وعن هذا السؤال فقط، موحدة وبالإجماع لأننا نعتقد أن الجميع يبحث عن الراحة.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة