دراما الشحاذين
![فوزية شويش السالم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1555928838345230500/1555928850000/1280x960.jpg)
نجد أن محارب قد أدخل في نصه عدة ألعاب مسرحية كلها تجري في آن واحد في مشهد طويل مفتوح تتداخل فيه حكايات عديدة، مما أضفى حيوية وتوتراً، وسرعة في الأداء المسرحي، مما لم يترك مجالاً للملل والفتور. بدر محارب مؤلف موهوب بطاقة كبيرة وواعدة، وإن كنت أتمنى لو أنه يعمل على تكويت نصوصه، فمحلية النص تحببه وتقربه إلى المشاهد بدلاً من تغريبه في أمكنة وأسماء وأزمنة مجهولة.وقد جاء الإخراج مناسباً تماماً لسرعة النص وتوتره، فقد تطابق المخرج مع روح النص، مما ولد لنا عملاً متقناً ومتكاملاً وسريعاً في إيقاعه، كما أنه أدار الممثلين بجدارة، وتمكن من شغل فضاء المسرح كله بحركتهم. وهذه أول مرة أشاهد فيها عملاً من إخراج المخرج الشاب عبدالعزيز صفر، الذي تفوق في إخراجه لهذا العمل.واكتمل هذا النص المسرحي بالأداء المتميز لمجموعة الممثلين الشباب الذين أتقن كل منهم دوره في خفة ورشاقة وبطواعية جسد لم أشاهدها من قبل في أداء الممثل الكويتي. وقد تميز كل منهم بهذه المرونة، وهذه القدرة على التحرك بليونة ويسر على الخشبة، وللأسف كل الممثلين الموهوبين في الكويت يفقدون بوصلة طريقهم الصحيحة من بعد تخرجهم في المعهد، وتضيع موهبتهم في المسارح التجارية وفي المحطات الفضائية الاستهلاكية، لأنه لا توجد لدينا مسارح تضاهي المسارح الإنكليزية أو مسارح برودواي التي تتلقف أفواج الموهوبين في كل عام حال تخرجهم في المعاهد والكليات الفنية.وقد أجاد كل من نوار القريني، وعبدالعزيز بهبهاني، وميثم بدر، ورشا فاروق، وعلي الحسيني، وإبراهيم الشيخلي الذي تميز بشكل لافت بأدائه، خاصة عندما دخل في دور هاملت العبيط، هذا الممثل خامة جديدة في نوعية الكاريكاتير الفني، شخصية جديدة تماماً في روحها.وأخيراً هذه المسرحية المتميزة يراد لها تحسين توزيع اللعب بالإضاءة، لأنها كانت «فلات» مسطحة معظم الوقت.وكذلك التوزيع الموسيقي في حاجة إلى مصاحبة التغير في الحالات النفسية المتداخلة في تقنيات العرض المسرحي، لتتدرج ما بين الانخفاض والارتفاع بتنويعات مختلفة حتى تساعد في إحداث التأثير المطلوب.