أول العمود: شركات الطيران تتنافس في العادة على تدليل زبائنها... أما الخطوط الجوية الكويتية فالحديث عنها يدور بين خطورة الطيران عليها كما يشاع، وتأكيد وزير المواصلات أن صيانة طائراتها آمنة.

Ad

***

أجد في هذا الموضوع تناقضات جدية تلتصق بأداء مؤسسات الدولة، فقبل أيام وتحديداً في 13 مارس الجاري نشرت الصحافة المحلية عتاباً من مصدر حكومي على ما تضمنه تقرير الخارجية الأميركية السنوي حول أوضاع حقوق الإنسان في الكويت من وصف وذكر لوقائع محددة تطول المتاجرة بالبشر، وأوضاع غير محددي الجنسية، والعمالة الوافدة وقضايا أخرى. أين وجه التناقض هنا؟

مسؤول مهم في الدولة، العميد عبدالله الراشد، الذي يرأس الإدارة العامة للمباحث الجنائية أدلى بمعلومات قيّمة بعد يوم واحد من نشر عتب المسؤول الحكومي، أي في 14 مارس الجاري، فماذا قال العميد الراشد؟

- يقول إن بعض موظفي الدولة- وخص عاملين في وزارتي العمل والتجارة- يتقاضون رشاوى نظير إضافة أعداد من العمالة على شركات وهمية.

- ويكشف عن قيام ضباط إدارة مباحث الهجرة- التى يترأسها- بكشف 1100 شركة وهمية مسجل عليها 6000 عامل هامشي.

- ويضيف، أن إدارته استخدمت طريقتين لكشف الشركات الوهمية: الأولى، في رصد العمالة الهامشية في الطريق العام، وأن بعضهم يعرف كفيله والبعض الآخر يجهله. والثانية، في التعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل المسؤولة عن تحديد الاحتياج الفعلي من العمال، ووزارة التجارة المسؤولة عن منح التراخيص التجارية في كشف المتلاعبين.

حديث العميد الراشد ليس فيه جديد، لأنها صنعة محلية يفوق عمرها ثلاثة عقود. السؤال هنا: ماذا يعني كل ما سبق؟

يعني تحديداً أن التقارير الدولية تحمل نسبة من الحقيقة والصدقية، وثانياً أن مسؤولي الدولة يعترفون من واقع قيادتهم لمؤسسات حساسة بما يقوم به مواطنون من أهل البلد من تخريب لمقومات الأمن بمفهومه الواسع، وبالتالي فإن أي عتب أو هجوم على ما تتضمنه التقارير الدولية يبقى في غير محله، وخير دليل المعلومات التى أفصح عنها العميد الراشد مشكوراً.

وإذا كان ما تصفه التقارير مجحفاً، كما يقول المسؤول الحكومي الذي ذكرناه في البداية، فبماذا يمكن أن نصف المعلومات التي جاءت من كويتي غيور مثل العميد الراشد الذي يمكن تصنيف معلوماته بالأهمية لتكون مصدراً لتقرير دولي رزين وموضوعي؟!

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة