بين مساومات وعجوزات


نشر في 31-03-2010
آخر تحديث 31-03-2010 | 00:00
 أ.د. غانم النجار لو كان مجلس الوزراء رجلاً بعينين لحق لنا أن نقول «عيني بعينك». ولكن مجلس الوزراء الموقر مؤسسة سياسية أو بالأكاديمي سلطة تنفيذية يقابلها مجلس أمة وهو سلطة تشريعية. عمل ووظيفة ومهنة المؤسستين هي الإدارة السياسية للمجتمع.

والإدارة السياسية للمجتمع بطبيعتها وبخلقتها تتم عبر توازنات ومساومات وأخذ وعطاء، بعض تلك المساومات يكون ويصب للصالح العام وبعض تلك الصفقات لصالح أفراد وانتهازية مطلقة.

منذ أن انطلقت العملية السياسية دستورياً بالكويت عام 1962، والحكومة لاعب أساسي في مداخل ومخارج ومنافذ تلك العملية، بل إنها مبكراً عندما شعرت بأنها عاجزة عن الهيمنة على قرار مجلس الأمة قامت بتزوير الانتخابات سنة 1967، وعندما شعرت بعجز آخر حلت مجلس الأمة عام 1976 وعطلت الحياة النيابية أربع سنوات، ثم غيرت الدوائر الانتخابية من عشر إلى 25 سنة 1981، وعندما شعرت بالعجز عن إدارة العملية السياسية عادت مرة أخرى لحل مجلس الأمة وفرض الرقابة على الصحافة سنة 1986 حتى الغزو العراقي في 1990.

أما بين العجز الأول والثاني ثم الثالث، والعجز هنا هو عدم القدرة على الإدارة السياسية للمجتمع بمشاركة ممثلين عن الشعب، أقول أما بين العُجوزات الثلاثة فقد كانت العملية تدار برمتها بدءاً من الانتخابات انتهاءً بفعاليات مجلس الأمة عن طريق المساومات والترغيب والتوازنات، وحسب علمي فإن ذلك الأسلوب لم يتوقف وهو مستمر.

وحين نصف العملية السياسية بأنها مساومات، فلأنها كذلك، ولكنها في الديمقراطيات العريقة تتم عبر تنظيمات ذات رؤى عامة لا مصالح شخصية، فعندما تتعرض الحكومة لتصويت على الثقة، فمن المعتاد أن تتحرك الحكومة مع الكتل والتنظيمات وتعدها بتغيير سياسة عامة او الاستعجال بإصدار قانون مقابل تصويتها معها. ولا تستحي الحكومة في هذه الحالة من إعلان موقفها وتوصلها إلى صفقة سياسية.

أما عندنا فإن أغلب الصفقات تتم على مكاسب شخصية أو انتخابية أو مصلحية لصالح هذا النائب أو ذاك. هكذا نفهم تصريح مجلس الوزراء بنفيه وجود مساومات مع النواب لتمرير الثقة لصالح وزير الإعلام، فهي من المساومات التي يصعب إعلانها.

إم إس

مرض الإم إس أو «التصلب العصبي» هو مرض قاتل لا علاج له، وهو آخذ في الانتشار في الكويت بصورة ملحوظة، وقد بدأ الدكتور عبدالعزيز المزيني إجراء عمليات قسطرة بسيطة اتضح أن نتائجها مفيدة جدا على الـ13 حالة التي أُجريت لها هذه العمليات، وقد تردد يوم الأحد الماضي أن وزارة الصحة قد أوقفت هذه العمليات، فقضت على آمال الكثيرين من المصابين بالمرض بالتعافي والخروج من دائرة المعاناة اليومية التي قد تؤدي في نهاية الأمر إلى الموت.

خالص الشكر للإنسان د. هلال الساير قبل أن يكون وزيراً لتفهمه لحساسية الموقف، والإعلان يوم أمس عن عودة تلك العمليات واستمرارها، حيث ستكون الكويت بذلك مركز خبرة في هذا المجال، ويستفيد منها المئات من البشر بعد أن سُدَّت الطرق في وجوههم. 

back to top